محتويات
- دور التنمية الذاتية
- أهداف التنمية البشرية
يَتلقّى الفرد في المجتمع تعليمه منذ ولادته من العديد من المصادر , ومن خلال هذه التجارب يتكوّن نموه العقلي والعاطفي فيُؤثر في المجتمع ويَتأثر بالآخرين , فطبيعة الإنسان ككائن اجتماعي يكوّن مخزوناً من الخبرات السلبية والايجابية معاً . ودور التنمية البشريّة هو مساعدة الفرد في التخلّص من كل الخبرات السلبية التي تعرض لها وتنمية الجوانب الإيجابية , وفى نفس الوقت الاستفادة من الماضي السلبي ويسمّى" تحديات ” .
والتحديات تكون خبرات الفرد , وهي بمثابة الدروس المستفادة في حياته والتي تجعله يسير نحو الأمام بكل حزم ويرسم هدفه الذي يريد الوصول إليه , أو أن ينقلب على عقبيه ويدخل في حالة من الاكتئاب والبحث عن أسباب يعزو إليها فشله , فيظل يرى نفسه أنه مفعول به وليس فاعلاً.
فالدور الذي تلعبه التنمية الذاتية هو مساعدة هؤلاء الأفراد في تصحيح رؤاهم , و تدريبهم على كيفية الحياة الناجحة والتمتع بالإنجاز , وذلك عن طريق تحديد الأهداف والسعي إلى تحقيقها باجتهاد , ومن خلال مساعدته على اكتشاف العوامل التي تقوي العزيمة الإنسانية , وتخلق أشخاصاً ناجحين ومبدعين , وكذلك نافعين لأنفسهم ولمجتمعهم.
التنمية البشرية هي عملية تتضمّن توسعة لخيارات الأفراد , وذلك عن طريق توسيع قدراتهم وكفاءاتهم سواء في مجال عملهم أو في المجالات الحياتية اليومية , مما يجعلهم أشخاصاً ناجحين في جميع جوانب الحياة، قادرين على الإبداع والتميز وتحقيق حياة صحية ونفسية متوازنة .
فالإرهاصات الأولى لمفهوم التنمية البشريّة كان عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية , التى خلّفت آثاراً عديدة في البلدان التي شاركت في الحرب . فأغلب الدول خرجت مصدومة من الدمار البشري والاقتصادي الهائل , وخاصّة الدول الخاسرة. فبدأ بعدها تطور مفهوم التنمية على المستوى الاقتصادي الذي لحق به دمار كبير , لكن كان من الضروري قبل تنمية المجال الاقتصادي البداية بالتنمية البشرية , فالخروج من الحرب كان له آثار نفسية عديدة على البشرية , حيث كان هذا منطلق مفهوم التنمية البشرية .