محتويات
- مفهوم اللغة
- اللغة واسطة للاتصال ومساعد للتفكير
يُعرّف علماء النفس اللغة بأنها مجموعة إشارات نعبر من خلالها عن الحالات الشعورية، الفكرية، والعاطفية، واللاإرادية.
ومن هنا يمكن القول بأن أية لغة هي بمثابة إشارات نتمكن من خلالها من التعبير عن أفكارنا وانفعالاتنا، بالاضافة إلى طلب كل ما نريد. و يقصد بذلك جميع أنواع اللغات، وليست لغة الكلام إلاّ واحدة من هذه اللغات.
فاللغة إذن هي عبارة عن إشارات، وجدير بالذكر أن علماء النفس قد أجمعوا على أنّ الإنسان قد تفوّق على الحيوان بالقدرة على التعبير عن كل ما يفكر به عن طريق الكلام، وبذلك قد رهنوا نمو الذكاء عند الإنسان بالنمو اللغوي، فيُشترط النمو العقلي من أجل النمو اللغوي.
ودون باقي اللغات استحقت لغة الكلام اهتماماً ودراسة خاصة، لأهميتها الكبيرة في الحياة والفكر الإنساني، وقد شُبّهت بالكائن الحي لكونها تولد، وتتطور، وقد تموت في حال لم توفر لها عوامل الاستمرارية .
تتميّز لغة الكلام بخاصية لامثيل لها، وهي القدرة على التعبير، فهي تحتل المكانة الأسمى بين اللغات لأسباب عديدة من بينها: إمكانية استعمالها مع وجود عوائق كالظلام مثلاً، أو تكتيف الذراعين...إلخ
تُعتبر اللغة واسطة للتفكير: إذ عن طريقها تنتقل الأفكار من شخص لآخر.
وهنا نقف عند وظائف اللغة:
في هذا الصدد نجد الكثير من العلماء قد تساؤلوا حول إمكانية وجود الفكر بدون لغة، حيث كان جوابهم أنه إذا كان من الممكن نظرياً وجود تفكير بدون لغة، فإنه لا يمكن وجود فكر وتفكير حقيقيين بدون لغة.
ولابد من الإشارة إلى أن العلماء قد أكدوا على أن التفكير في المستوى الحسي، قد يكون ممكناً دون وجود لغة، كما هو الحال عند الحيوانات، في حين التفكير التجريدي الحقيقي يتطلب لغة توضحه فلولا الكلمة لما أمكن التجريد، فالكلمة تثبت الفكرة وبعدها تحدّد الفكرة وبدون الكلمة يبقى الفكر غامضاً .
لقد استدعى موضوع اللغة اهتماماً مشتركاً من طرف عدة مجالات علمية كاللسانيات، وعلم النفس اللسني، وعلم نفس اللغة، و وعلم النفس المعرفي، لما تشكله من أهمية بالنسبة لسيكولوجية الإنسان , وفي ظلّ هذا الاهتمام , لم يعد الحديث عن اللغة كتعبير عن الفكر، بل اعتبار اللغة مكوّنة للفكر فهما لاينفصلان.