العنف المدرسي

العنف المدرسي
بواسطة : نعيمة بلغازي | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • تعريف العنف
  • تعريف العنف المدرسي
  • مظاهر العنف المدرسي
  • أسباب العنف المدرسي
  • آثار العنف المدرسي
  • كيف نمنع العنف المدرسي

تعريف العنف

يُمكن تعريف العنف على أنّه مجموعة من الأفعال والمواقف التي يظهر من خلالها العدوان والعداء، سواء ضد الذات، أو ضد الآخرين.ممّا يؤدي إلى مشاكل في التطور السليم للفرد والمجتمع.

العنف هو استخدام القوة لتقييد حرية الفرد، أو السيطرة عليه، أو إلحاق الضرر به أو حتى قتله، ويمكن أن يظهر في شكل إساءة للمعاملة من أجل الحصول على شيء بالإكراه وضد الإرادة. 

وفيما يلي تعريف العنف وفق منظمة الصحة العالمية WHO:

"هو الاستخدام المتعمّد للقوة البدنية أوالتهديدات للآخرين أو ضد الذات، ممّا يؤدي إلى صدمة واضطرابات نفسية، إضافة إلى مشاكل  في النمو وقد تصل إلى الموت".

تعريف العنف المدرسي

يُعدّ التعرّض للعنف المدرسي أحد أكثر التجارب التي يتعرّض لها الأفراد ضرراً، حيث تأثر على نموهم النفسي، وفي طريقة تفكيرهم، وكذلك على  سلوكاتهم.

يُعتَبر العنف المدرسي ظاهرة عالمية، لها عواقب خطيرة على الأفراد وعلى المجتمع ككل. بسببها قد يعاني الطفل والمراهق من صعوبات في التعلم، وقد يؤثر على شخصيته وآفاقه المستقبلية،  إضافة إلى الكثير من الاضطرابات النفسية؛ كفقدان الثقة في النفس، الاكتئاب...

ولقد تسبّبت الزيادة في أشكال العنف المختلفة إلى طرح العديد من الأسئلة والمخاوف، فيما يخص مدى الشعور بالأمان داخل الأوساط التعليمية.

قد يتمظهر العنف في شكل نزاعات بين الطلبة أو التلاميذ، أو بين الطلبة والمعلمين، وكذلك عن طريق تدخل بعض الأولياء العنيف رغبة منهم في الإنتقام لأبنائهم.

من خلال ماسبق يمكن القول على أن العنف المدرسي يشكل مصدراً حقيقياً للقلق،  ومسبباً في حالة من التوتر الدائم، ممّا يعرّض للخطر نجاح المنظومة التعليمية والتربوية.

مظاهر العنف المدرسي

قد يكون العنف من طرف الطلبة تجاه بعضهم البعض،  أوفي بعض الأحيان تجاه المعلمين، ويتجلّى العنف المدرسي في أشكال مختلفة، حيث يكون أحياناً جسدياً وهو الأكثر انتشاراً، وقد يكون لفظياً وأحياناً أخرى جنسياً:

  • التحرش  الجنسي: يتعرّض له في غالب الأحيان الفتيات.
  • التمييز والعنصرية: حيث أنّ الأشخاص في وضعية إعاقة هم الأكثر تعرضاً لهذا النوع من العنف، أو التمييز بين الطلبة المنحذرين من أسر غنية،  وآخرين منحذرين من أسر فقيرة.   
  • التعرض لللإهانة والتهديد: سواء  بين الطلبة أوبين الطلبة والمعلمين.
  • العقاب البدني: حيث تعتبر ظاهرة شائعة في المدارس، كالتعرض للضرب والجرح ممّا يسبّب في بعض الأحيان عاهات مستديمة.
  • الإغتصاب: تعتبر ظاهرة نادرة الحدوث داخل المدارس.

أسباب العنف المدرسي

  • تقليد السلوكات المستوحاة من الأسرة ومن المحيط، كمشاهدة الأبناء لوالديهم وهم يمارسون أمامهم العنف الجسدي أو اللفظي.
  • غياب دور الوالدين أو تخليهم عن تربية وتعليم أبنائهم، وقد يكون السبب كذلك الفقر والبطالة، ممّا يجعلهم غير قادرين على توفير كل مايحتاجه الأبناء، من لوازم مدرسية أو حتى دفع مصاريف المدرسة .
  • مشاهدة أفلام السينما أو التلفزة المشبعة بمشاهد العنف، فالكثير من الدراما التلفزية تصوّر لنا الإكراه كوسيلة مقبولة ومناسبة لحل النزاعات، وقد نجد كذلك بعض الرسوم المتحرّكة التي تمرّر للأطفال الكثير من الصور, التي تكون مصدراً للعنف (الأطفال الذين يتعرضون للدراما في المنزل، غالباً ما يكون لديهم سلوك عنيف في المدرسة ).
  • النزاعات الشخصية بين التلاميذ أو الطلبة، فهم لا يجدون بديلاً لحل النزاعات سوى استخدام العنف.
  • اكتظاظ الفصول الدراسية، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بطلبة الدراسات العليا، حيث قد يعانون من أعصاب متوثّرة نتيجة الضغط.
  • نقص المعلمين وغيابهم المتكرر، إضافة إلى نقص الطاولات ومقاعد الصف، وكذلك اللوازم المدرسية والمنح الدراسية التي لا تصل في الوقت المناسب، كلها أسباب تدفع إلى الاضراب والانغماس في أعمال التخريب.
  • التراخي لدى بعض المعلمين، حيث نجدهم يتتساهلون كثيراً، ممّا يشجع على ممارسة العنف اللفظي والجسدي داخل الفصل.
  • انعدام الحوار بين أفراد الأسرة المدرسية يُشكّل مصدراً مهماً للتوثر، ففي بعض المدارس نجد الإدارة لا تشجع على الحوار، ولا تتدخّل في حلّ النزاعات بين الطلبة أوالتلاميذ، ممّا يؤدي إلى سوء الفهم والصراع.
  • تجاهل واقع الأطفال والمراهقين عند فرض قواعد المدرسة،  فهذا الأسلوب قد يسبّب نزاعات بين الجهات الفاعلة في مجال التعليم.

في الأخير تجدر الإشارة إلى أنّ أسباب العنف المدرسي متعددة، وفي أغلب الأحيان مرتبطة بالمشاكل التي يواجهها الفرد في الأسرة أولاً كالفقر والبطالة ... والصراعات بين مختلف الجهات التعليمية التي لا تؤدي دورها جيداً، وعدم وجود هياكل للحوار ونقص المرافق المدرسية.

آثار العنف المدرسي

  • يُمكن أن يسبّب العنف المدرسي اضطرابات علائقية واجتماعية، كتجنب العلاقات الاجتماعية، العزلة، الفشل في محاولات التكيف، وكذلك فقدان الثقة بالنفس.
  • أعراض جسدية كآلام في الجهاز الهضمي، اضطرابات الأكل والنوم، هذه الأعراض تكون أسبابها نفسية.
  • قد يتفاقم الوضع لتظهر مختلف أنواع القلق: رهاب المدرسة، الخوف من نظرة الأقران وتقييمهم.
  • الاكتئاب: الحزن، الشعور بالعزلة والانسحاب، الاحباط والتفكير في الانتحار.
  • الرهاب الاجتماعي،و إدمان الكحول والمخدرات.
  • الرسوب المدرسي، وكثيراً ما يكون هناك هجر للمدرسة، أو تغيب متكرّر ومستمرّ .
  • يؤدّي الضعف العلائقي المكتسب خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة نتيجة للمضايقة والعنف الممارس سابقاً، إلى صعوبات في المستقبل على حياة الافراد، كصعوبات التكيف المهني والعلائقي بما في ذلك الحياة الزوجية.

كيف نمنع العنف المدرسي

من الضروري ضمان جودة الحياة داخل المدرسة من خلال :

  • تبنّي طرق جديدة لحل النزاعات: كاستخدام الحوار، التشاور والانصات، ثم تقديم الدعم والتوجيه بمختلف أشكاله، إضافة إلى تعيين لجنة للوساطة و التفاوض. هذا كله يتطلّب خلق أماكن للاستماع وحل النزاعات.
  • وضع ميثاق للحقوق والواجبات يتمّ المصادقة عليه بطريقة ديمقراطية، ويكون مسنبطاً من القيم التي يرغب المشروع التربوي الوصول إليها.
  • وضع قواعد وقوانين يمكن أن تضمن العمل الجيّد لهذا الميثاق، والحرص على احترامها وتطبيقها، ثم مناقشتها بتوضيح بعض السلوكات المتوقعة والمطلوبة وكذلك المرفوضة منها .
  • يجب تدريس القيم والمبادئ التي تقوم عليها التربية على المواطنة وحقوق الإنسان، والسلام في المناهج الدراسية، كالتسامح، المساواة، الاحترام المتبادل وروح التضامن والتعاون والحرية ...
  • ضرورة إنشاء مجالس للتعاون من أجل حل المشاكل والصراعات،  وكذلك لوضع الخطط الفعّالة.
  • يجب على المدرسة إعداد الشباب للتعايش في مجتمع قائم على مبدأ التوافق بين الحريات الفردية والتنظيم الاجتماعي.
  • ضرورة استدعاء القوى السياسية، من أجل منح مصادر تمويل مجانية للمدارس، لتدريب التلاميذ والمعلمين على تطوير المهارات الاجتماعية والعلائقية.
  • تحفيز الآباء للمشاركة في الأنشطة المدرسية لأبنائهم، تحت شعار لنعيش معاً بشكل أفضل في المدرسة والأسرة.
  • تدخل المسؤولين ذوي المصالح في مساعدة المدارس، لتحديد نقاط القوة والضعف لديهم، وتعزيز التعاون مع شركاء متخصّصين خارج المدرسة .

خلاصة القول لكل من الأسرة والمدرسة دور مهم في منع السلوك العنيف، غير أنّ منع العنف يعتبر مسؤولية جماعية تستوجب تضافر جهود المدارس والأسر، والجهات الفاعلة المتخصصة، والقضاء , والسياسات الاجتماعية والاقتصادية .