أسباب الإعاقة الذهنية

أسباب الإعاقة الذهنية
بواسطة : نعيمة بلغازي | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • اسباب الاعاقة الذهنية
  • الاسباب الوراثية للاعاقة الذهنية
  • الأسباب غير الوراثية للإعاقة الذهنية
  •  الأسباب الاجتماعية الثقافية والعاطفية
  • المراجع

 أسباب الإعاقة الذهنية

لقد تبين من خلال مجموعة من الأبحاث و الدراسات وجود  وجهات نظر متعددة بين من هؤلاء  الباحثين أثناء القيام بتحديد العوامل المسببة للإعاقة العقلية.

و يذكر "يانت YANNET" أن هناك أكثر من مائة عامل مؤدي إلى الإعاقة العقلية "إلا أن هذه العوامل تعتبر مسؤولة فقط عن 25% من حالات الإعاقة العقلية التي أمكن تمييزها، و لا أحد يعرف العدد الصحيح لهذه الاسباب، بيد أن البحوث لا تزال جارية بصفة دائمة لا لتمييز الأسباب و التعرف عليها فحسب، بل لمحاولة التوصل إلى أساليب وقائية من هذه الحالات".

ومن الواجب علينا معرفة اسباب الاعاقة العقلية لأن معرفة هذه الأخيرة تؤدي إلى انخفاض حجم المشكلة، و ذلك عن طريق  تجنب  هذه العوامل، و كذا بغية وضع برامج وقائية صحيحة.

إن الاكتشاف المبكر للاعاقة العقلية، يساعد على توجيههم و تربيتهم التربية السليمة التي تشغل جميع إمكاناتهم، وتعليمهم و تأهيلهم بما يكفل لهم الحياة الكريمة المستقلة عن الآخرين .

و لعل أهم المحددات التي تم اتخاذها حتى الآن كأسباب رئيسية للإعاقة العقلية تتوزع تبعا لثلاث مستويات أساسية، هناك من جهة الأسباب التي تتمثل في التغيرات الوراثية و الأمراض التكوينية و التشوهات الكروموزومية، فضلاً عن العوامل المرضية التي يمكن معرفتها، و هناك من جهة أخرى الأسباب التي تتجلى في التغيرات التكوينية العادية و التي لا علاقة لها بالوراثة، ثم أخيرا الأسباب السيكوعاطفية و السوسيو ثقافية التي تعود في العمق إلى مصدر نفسي أو اجتماعي.

الأسباب الوراثية للإعاقة الذهنية

تحدث الإعاقة العقلية نتيجة بعض العيوب المخية التي يرثها الطفل عن والديه عن طريق الجينات،  (و هي الجسيمات التي تحمل الصفات الوراثية للفرد) التي يحملها صبغات أو كروموزومات الخلية التناسلية وفقا لقوانين الوراثة.

و قد تكون هناك اضطرابات أخرى إلى جانب اضطرابات الكروموزومات كاضطراب التمثيل الغذائي أو الاضطراب في عملية الأيض، و الإعاقة العقلية لا تورث في هذه الحالة بل يحدث الاضطراب أثناء عملية الهدم و البناء يكون نتيجة لطفرة غير عادية للجينات، تؤدي إلى اختلاف نشاط أنزيم معين أو انعدام وجوده، و يترتب عن ذلك تمثيل خاطئ في بعض أنواع الغذاء مثلا الاضطراب في تمثيل البروتين (الأحماض الأمينية أو الاضطراب في التمثيل الغذائي للكربوهيدرات أو الاضطرابات في تمثيل الذهنيات.

ففي هذا المنوال يمكن أن نشير إلى حالات العيوب المخية و تنتقل هذه العيوب عن طريق الجينات، و تؤدي إلى إعاقة عقلية،  و قد يصاحبها نمو شاذ في الجمجمة كما في حالات كبر الدماغ و صغر الدماغ، و قد تحدث هذه الحالات من عوامل وراثية، و أحيانا تحدث من عوامل غير وراثية مثل إصابة الأم ببعض الأمراض أثناء الحمل مثل مرض الزهري و التهاب السحايا.

 و لا يفوتنا في الأخير أن نشير إلى حالات العامل « ph » إي الاضطراب في تكوين خلايا الأم، و يرمز له بــــ (+) أو (-)  إذا كان دم الأم يحمل (+) و الطفل (-) أو العكس أي أن اختلاف دم الجنين عن دم الأم يؤدي إلى عدم نضج الخلايا عند الجنين و بالتالي يؤثر في تكوين المخ و عدم نضج الخلايا. لكن الطب أوجد مصلا لهذه الحالة يعطى للأم مباشرة بعد الولادة مما يجعل ظروف الأطفال الذين سيولدون فيما بعد أفضل. أما الطفل فتعمل المستشفى على تغيير دمه خلال 48 ساعة .

الأسباب غير الوراثية للإعاقة الذهنية

تتسبب العوامل غير الوراثية التي لا تقل في أهميتها عن العوامل الوراثية في  الإعاقة الذهنية و قد تحدث الإعاقة الذهنية قبل الولادة، او أثناء الولادة، أو بعدها لأسباب ليست لها علاقة بالجينات أو الكروموزومات :

  • عوامل تحدث قبل الولادة:

فالجنين يتعرض في بطن أمه لكثير من العوامل التي تؤدي لإعاقته العقلية منها:

  • إصابة الأم ببعض الأمراض المعدية أثناء الحمل مثل (الحصبة الألمانية، الزهري اومرض تسمم البلازما).
  • مرض الصفراء: (حمى الصفراء) التي تؤدي إلى اصابة الجنين بالصفراء المخية التي تؤدي إلى إعاقته العقلية.
  • الأمراض العامة: (كالبول السكري و ارتفاع ضغط الدم و التعرض للإشعاع و أمراض الغدة الدرقية و التسمم بالعقاقير.
  • تعرض الأم للحوادث و الإصابات أو محاولتها الإجهاض أو إصابتها بالحمى الشديدة، أو الأنيميا الشديدة، تعيق النمو العقلي و الجسمي للجنين، و كذلك عدم توفر الأوكسجين اللازم للجنين يؤدي إلى تلف في الجهاز العصبي مما يؤثر عليه، و يؤدي إلى إعاقته العقلية.
  • سوء التغذية و العوامل التسممية كالكحول أو الأدوية أو المخدرات.
  • عوامل تحدث أثناء عملية الولادة:

تعتبر الولادة المرحلة الاولى لاتصال الطفل بالعالم الخارجي، و تؤثر هذه العملية  على النمو الطبيعي للطفل بصفة عامة و على قدراته العقلية بصفة خاصة، و خاصة إذا اشتملت على إحدى هذه الأسباب :

  • الولادة المبكرة أو الطفل السابق لأوانه  أو العكس الولادة المتاخرة  مما يؤدي إلى ولادة عسيرة مما يقلل من كمية الدم اللازم للمخ .
  •  تعرض الحبل السري لضغوط شديدة يمنع وصول الغذاء الكافي  فتتأثر نتيجة لذلك القدرات العقلية للطفل تأثراً شديدا.
  • و يمكن أن نشير في هذا المضمار إلى اختناق الجنين الذي ينجم إما عن التسمم الحملي أو ارتفاع ضغط الدم.
  •  الولادة عن طريق الجراحة القيصرية، التي قد يتعرض فيها الجنين إلى الإصابة في رأسه مما يؤدي إلى إعاقته الذهنية .
  • عوامل تحدث بعد عملية الولادة:

يولد الطفل طبيعياً في كثير من الأحيان و لكن نتيجة لتعرضه للإصابات و بعض أمراض الطفولة ذات الأثر السلبي على خلايا المخ، و ذلك بعد الولادة و في سنين حياته الأولى (قبل سن المراهقة) أو إصابة الجهاز العصبي المركزي للطفل مما يؤدي إلى قصور في النمو العقلي و الجسمي أو توقف اكتمال نموه مثل الالتهاب السحائي أو الإصابات المباشرة للدماغ ثم حالات تسمم الأطفال .

 الأسباب الاجتماعية الثقافية والعاطفية

تلعب العوامل الاجتماعية، و  الانفعالية، و الثقافية، و الاقتصادية، و النفسية دوراً مهماً في نمو الطفل و حياته و تؤثر على نمو قدراته العقلية، فإذا لم توفر للطفل البيئة الغنية بالمثيرات التربوية و الاجتماعية و غيرها لنمو قدراته العقلية، و إذا لم يتوفر له المناخ النفسي و الاجتماعي الصحي السليم  في البيئة التي يعيش فيها، يؤدي ذلك إلى تأخر أو قصور في نمو قدراته العقلية .

و من الدراسات التي قام بها "فرويد freud "على المعاقين في المرحلة الابتدائية وجد أن معظمهم ذووا تكيف اجتماعي ضعيف جدا، فهم لم ينتموا إلى مجموعة من الأقران أو الأصدقاء خلال طفولتهم، و بالإضافة إلى ذلك كان ذووا الاعاقة الذهنية يعانون من صعوبات أثناء تعلمهم اللغة و في تحصيلهم الدراسي نتيجة لعدم اختلاطهم اجتماعيا بزملائهم و أقرانهم أثناء اللعب.

يتضح من هذا أن جماعة الأصدقاء لها أهمية و دور في تنمية السلوك الاجتماعي بالنسبة للأطفال، و بالتالي تنمية القدرات اللغوية و التحصيلية لهم، و قد يرجع السبب في الإعاقة العقلية للأطفال إلى حجم الأسرة أو زيادة عدد أفرادها، و كذلك نوع السكن، و البيئة التي يعيش فيها الطفل .

كما أن مجموعة من الدراسات تؤكد على أهمية توفير الحب و الحنان و الإحساس بالأمن بالنسبة للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، لما لذلك من أثره الفعال في نموهم السليم في كافة النواحي و خاصة نموهم النفسي و العقلي .

المراجع

  1. معوض الهجرسي امل . تربية الاطفال المعاقين عقليا . مدينة نصر القاهرة . دار الفكر العربي .الطبعة الثانية  2002
  2. Lafobr vocabulaire de psychopedagogie . Paris . Puf .1969