محتويات
- اسباب الاعاقة الذهنية
- الاسباب الوراثية للاعاقة الذهنية
- الأسباب غير الوراثية للإعاقة الذهنية
- الأسباب الاجتماعية الثقافية والعاطفية
- المراجع
لقد تبين من خلال مجموعة من الأبحاث و الدراسات وجود وجهات نظر متعددة بين من هؤلاء الباحثين أثناء القيام بتحديد العوامل المسببة للإعاقة العقلية.
و يذكر "يانت YANNET" أن هناك أكثر من مائة عامل مؤدي إلى الإعاقة العقلية "إلا أن هذه العوامل تعتبر مسؤولة فقط عن 25% من حالات الإعاقة العقلية التي أمكن تمييزها، و لا أحد يعرف العدد الصحيح لهذه الاسباب، بيد أن البحوث لا تزال جارية بصفة دائمة لا لتمييز الأسباب و التعرف عليها فحسب، بل لمحاولة التوصل إلى أساليب وقائية من هذه الحالات".
ومن الواجب علينا معرفة اسباب الاعاقة العقلية لأن معرفة هذه الأخيرة تؤدي إلى انخفاض حجم المشكلة، و ذلك عن طريق تجنب هذه العوامل، و كذا بغية وضع برامج وقائية صحيحة.
إن الاكتشاف المبكر للاعاقة العقلية، يساعد على توجيههم و تربيتهم التربية السليمة التي تشغل جميع إمكاناتهم، وتعليمهم و تأهيلهم بما يكفل لهم الحياة الكريمة المستقلة عن الآخرين .
و لعل أهم المحددات التي تم اتخاذها حتى الآن كأسباب رئيسية للإعاقة العقلية تتوزع تبعا لثلاث مستويات أساسية، هناك من جهة الأسباب التي تتمثل في التغيرات الوراثية و الأمراض التكوينية و التشوهات الكروموزومية، فضلاً عن العوامل المرضية التي يمكن معرفتها، و هناك من جهة أخرى الأسباب التي تتجلى في التغيرات التكوينية العادية و التي لا علاقة لها بالوراثة، ثم أخيرا الأسباب السيكوعاطفية و السوسيو ثقافية التي تعود في العمق إلى مصدر نفسي أو اجتماعي.
تحدث الإعاقة العقلية نتيجة بعض العيوب المخية التي يرثها الطفل عن والديه عن طريق الجينات، (و هي الجسيمات التي تحمل الصفات الوراثية للفرد) التي يحملها صبغات أو كروموزومات الخلية التناسلية وفقا لقوانين الوراثة.
و قد تكون هناك اضطرابات أخرى إلى جانب اضطرابات الكروموزومات كاضطراب التمثيل الغذائي أو الاضطراب في عملية الأيض، و الإعاقة العقلية لا تورث في هذه الحالة بل يحدث الاضطراب أثناء عملية الهدم و البناء يكون نتيجة لطفرة غير عادية للجينات، تؤدي إلى اختلاف نشاط أنزيم معين أو انعدام وجوده، و يترتب عن ذلك تمثيل خاطئ في بعض أنواع الغذاء مثلا الاضطراب في تمثيل البروتين (الأحماض الأمينية أو الاضطراب في التمثيل الغذائي للكربوهيدرات أو الاضطرابات في تمثيل الذهنيات.
ففي هذا المنوال يمكن أن نشير إلى حالات العيوب المخية و تنتقل هذه العيوب عن طريق الجينات، و تؤدي إلى إعاقة عقلية، و قد يصاحبها نمو شاذ في الجمجمة كما في حالات كبر الدماغ و صغر الدماغ، و قد تحدث هذه الحالات من عوامل وراثية، و أحيانا تحدث من عوامل غير وراثية مثل إصابة الأم ببعض الأمراض أثناء الحمل مثل مرض الزهري و التهاب السحايا.
و لا يفوتنا في الأخير أن نشير إلى حالات العامل « ph » إي الاضطراب في تكوين خلايا الأم، و يرمز له بــــ (+) أو (-) إذا كان دم الأم يحمل (+) و الطفل (-) أو العكس أي أن اختلاف دم الجنين عن دم الأم يؤدي إلى عدم نضج الخلايا عند الجنين و بالتالي يؤثر في تكوين المخ و عدم نضج الخلايا. لكن الطب أوجد مصلا لهذه الحالة يعطى للأم مباشرة بعد الولادة مما يجعل ظروف الأطفال الذين سيولدون فيما بعد أفضل. أما الطفل فتعمل المستشفى على تغيير دمه خلال 48 ساعة .
تتسبب العوامل غير الوراثية التي لا تقل في أهميتها عن العوامل الوراثية في الإعاقة الذهنية و قد تحدث الإعاقة الذهنية قبل الولادة، او أثناء الولادة، أو بعدها لأسباب ليست لها علاقة بالجينات أو الكروموزومات :
فالجنين يتعرض في بطن أمه لكثير من العوامل التي تؤدي لإعاقته العقلية منها:
تعتبر الولادة المرحلة الاولى لاتصال الطفل بالعالم الخارجي، و تؤثر هذه العملية على النمو الطبيعي للطفل بصفة عامة و على قدراته العقلية بصفة خاصة، و خاصة إذا اشتملت على إحدى هذه الأسباب :
يولد الطفل طبيعياً في كثير من الأحيان و لكن نتيجة لتعرضه للإصابات و بعض أمراض الطفولة ذات الأثر السلبي على خلايا المخ، و ذلك بعد الولادة و في سنين حياته الأولى (قبل سن المراهقة) أو إصابة الجهاز العصبي المركزي للطفل مما يؤدي إلى قصور في النمو العقلي و الجسمي أو توقف اكتمال نموه مثل الالتهاب السحائي أو الإصابات المباشرة للدماغ ثم حالات تسمم الأطفال .
تلعب العوامل الاجتماعية، و الانفعالية، و الثقافية، و الاقتصادية، و النفسية دوراً مهماً في نمو الطفل و حياته و تؤثر على نمو قدراته العقلية، فإذا لم توفر للطفل البيئة الغنية بالمثيرات التربوية و الاجتماعية و غيرها لنمو قدراته العقلية، و إذا لم يتوفر له المناخ النفسي و الاجتماعي الصحي السليم في البيئة التي يعيش فيها، يؤدي ذلك إلى تأخر أو قصور في نمو قدراته العقلية .
و من الدراسات التي قام بها "فرويد freud "على المعاقين في المرحلة الابتدائية وجد أن معظمهم ذووا تكيف اجتماعي ضعيف جدا، فهم لم ينتموا إلى مجموعة من الأقران أو الأصدقاء خلال طفولتهم، و بالإضافة إلى ذلك كان ذووا الاعاقة الذهنية يعانون من صعوبات أثناء تعلمهم اللغة و في تحصيلهم الدراسي نتيجة لعدم اختلاطهم اجتماعيا بزملائهم و أقرانهم أثناء اللعب.
يتضح من هذا أن جماعة الأصدقاء لها أهمية و دور في تنمية السلوك الاجتماعي بالنسبة للأطفال، و بالتالي تنمية القدرات اللغوية و التحصيلية لهم، و قد يرجع السبب في الإعاقة العقلية للأطفال إلى حجم الأسرة أو زيادة عدد أفرادها، و كذلك نوع السكن، و البيئة التي يعيش فيها الطفل .
كما أن مجموعة من الدراسات تؤكد على أهمية توفير الحب و الحنان و الإحساس بالأمن بالنسبة للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، لما لذلك من أثره الفعال في نموهم السليم في كافة النواحي و خاصة نموهم النفسي و العقلي .