التداوي بالأعشاب أو الطب البديل

التداوي بالأعشاب أو الطب البديل
بواسطة : الغازي بلغازي | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • الأعشاب الطبية عبر التاريخ
  • 12 عشبة طبية الأكثر استعمالاً في العالم

 الأعشاب الطبية عبر التاريخ

خَلق الله سُبحانه وتعالى الإنسان وسَخَّرَ له كُل ما في الكَوْن من حَيَوَان ونَبات لِيَسْتَغِلّها ويَسْتَعِينَ بِها في حَياته و يَسْتَخْرِجَ مِنْها الأَكْل والشراب والدَواء ، قال تعالى ( ألَمْ تَرَ أن الله سَخَّرَ لَكُم ما في السَّماوات و ما في الأرْض و أسْبَغَ عليكم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وباطِنَة ) صدق الله العظيم سورة لقمان. وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( ما أنْزَلَ الله دَاءً إلاَّ أنْزَلَ لَهُ شِفاءً).                                                                                                                         

ومِن فَضْلِ الله سُبحانه وتعالى أن سَخَّرَ للإنسان أنْواع كثيرة لا تُحْصَى ولا تُعَدّ من النباتات لِيَسْتَخْلِصَ منها الغِذَاء والدواء.

ولقد عَرَفَ الإنسان العِلاج بالأعشاب مُنْذ القِدم، وبِفِطْرَتِهِ التي وَهَبَها له الخَالق سُبحانه تَمَكَّنَ من اسْتِغْلاَل الطبيعة و التَعَرُّفِ على الحَشائِش والبُذُور المُحِيطَة به واسْتِعْمَالِها كَأَوَلِ صَيْدَلِيَة بِدَائِيَة للعِلاَج.

إنّ أغْلَبِية الأدْوِية الأسَاسِية الحَالِيَة هي مِيرَاث مِنَ العلاج التَقْلِيدِي القَديم، وتَأْخُذُ جُذُورَهَا من المَاضِي، إلاّ أنه كانت غَالِبًا ما تُسْتَعْمَلُ الأعشاب قَدِيمًا للعلاج بِطُقُوس مُعَيَّنَة، وتَعْوِيذَات سِحْرِية ورُوحِيَّة.

في العَصر الحَدِيث بَدَأَ الإنسَان في اسْتِعْمَال أوْرَاق و بُذُور وجُدُور هذه الأعشاب بَعد دِراسَتِها وتَجْرِبَتِها من قِبَلِ مُتَخَصِّصِين في الكَثِير من العِلاجات، وتُأكِّدُ بعض الدراسات أن أكثر من 70 بالمئة من سُكان العالم يَعْتَمِدون على الأعشاب الطِبِّيَة في عِلاجِهِم.

إذَن هُناك أعشاب تَقِي الإنسان من بعض الأمراض، و تَعْمَلُ على تَقْوِيَة جِهاز المَناعة، ومِن أهَمِّ الأعشاب الطبية التي أجْمَعَ  الكثير من العُلماء على فوائدها الذهبية، حيث تُسْتَخْدَمُ كَمَشْروبات ومُكَمِّلات غِذائية صِحِية في الطب البَدِيل.

 وسنتناول هنا أبْرَز الأعشاب الطبية و الأكثر اسْتِعْمَالاً وتَداوُلاً بين الناس، و الخَصائِص العِلاجِية لكل واحدة منها.

12 عشبة طبية الأكثر استعمالاً في العالم

الزعـتـر:

يُعتبر الزعتر فاتِحًا للشَهِية ويُستخدم لتَنْظِيف الجسم، ويُهَدِّئ الشُعَب الهَوائِية من السعال والرَبْو، يَطْرُدُ الغازات من المَعِدة، يَقْتُلُ المِيكْروبات، و يُساعِدُ على الهَضْم، و يُنَـشِّطُ الدَوْرة الدَمَوِيَة، ويُعتبر الزعتر مُسَكِّنٌاً لِآلَام المَغَص الكَلَوِي، و المَسالِك البَوْلِيَة، يُخَفِّفُ الزعتر من آلام الأسْنان، الحَلْق و الحُنْجُرَة.

 كما أن زَيْت الزعتر تُعالِج بعض الأمراض الجِلْدِية كالصدفية و الأكْزِيما، وبعض الحُروق الجِلدية و تُستعمل كذلك لنُمُو الشَعر وتَلْمِيعِه والقَضاء على القِشْرَة. ومن جِهَة أُخرى يُسْتَعْمَلُ الزعتر في صِناعة مَواد التجميل، كالعُطور والصابون.

البابونج:

البابونج زَهرة جميلة الشكل و رائِحتها مُمَيَّزة، تَنْمُو في الحُقول و البَرارِي. البابونج طارِدٌ لِلرَوائِح الكَرِيهة في المنزل، وذلك بِوَضْعِهِ في جَنَبات البيت والدَوالِيب.

يُعْتَبَرُ البابونج مُسَكِّنًا لِلتشنجات العَضَلِيَة وآلام الظَهْر، يُخَفِّفُ من الحالات العَصَبِيَة كالتَوَتُّر والقَلَق ويَعْمَلُ تَواُزنًا في الجِهاز الهَضْمِي، ويُقَلِلُ من الإصابة بالسرطان، كما أنه يقي من الباكتِيريا ومَغَص المَعِدة، ويُحافِظُ على تَوازُن السُكَر في الجسم، ويُخَفِّضُ دَرَجَة الحَرارة، كما أنه مُضاد لِتَجاوِيف الأَنْف وذلك باسْتِنْشاق بُخارِه، يُنَمِّي الشَعر ويَقْضِي على القِشْرَة. ويُسْتَعْمَلُ البابونج في التَجميل فأغْلَبِيَة المُسْتَحْضَرات التَجْمِيلية تحتوي على البابونج.

الزنجبيل:

الـزنجبيل مُفيد جِدًّا لأعْراض البَرد والسُّعال وبعض أنواع الحساسية، ويُنَظِّمُ مُستوى السُكري في الجِسم، كما أنه يُخَفِّفُ من آلام المَفاصِل وآلام الدَوْرَة الشَهرية، يُخَفِّضُ درجة الحرارة في الجسم ويُنَظِّم عملية الهَضم.

 الكركم:

مِن خِلال بَعض الدِراسات يُعْتَبَرُ الكركم، وبِفَضْلِ مُرَكَّبه الأساسِي ( الكَرْكَمِين ) مُضاداً لِخَلايا سَرَطان الثَدْي، البَنْكْرِياس، القُولُون، و البرُوسْتاَتا وغيرها.

ويُسْتَخْدَمُ الكركم لِعِلاج مَجموعة من الأمراض المُتَمَيِّزَة بِالحُمَّى والالتِهابات، هذا وأنّ اسْتِعْماله في الطَعام يُعْتَبَرُ من الفَوَائِد الجَيِّدَة لِصِحة الجِسم، ويُنْصَحُ باِسْتِعْمَالِهِ يَوْمِيًا وبِاسْتِمْرَار.

القرنفل:

القرنفل نَبات عِطْرِي قَدِيم ذُو رَائِحة مُتَمَيِّزَة ونكهة حلوة، يُنَشّط جسم الإنسان، ويُقَلِلُّ مِنَ الاكْتِئاب و التَوَتُر، فهو يُطَهِّرُ الجسم من الفِيروسات والفِطْرِيات.

يُسْتَخْدَمُ في الكثير من الوَصَفات الطِبِية لأنه يَحْتَوِي على الكثير من الفِيتامِينات، لذلك فإنّه يُحَسِّنُ صِحة عَمل الكبد، القلب، الكلى، الطحال و المعدة، كما أنه مُقَوِي جِنسي فعّال.

يُسْتَعمل كذلك القرنفل لتَقوية العِظام وحِمايتها من الهشاشة، ومُسَكِّناً لآلام المَفاصل، يُعالج السُعال الشَدِيد وانْسِداد الأنف ونَزلات البَرد وهو مُفِيد لالتِهابات الشعب الهوائية، الحَلْق واللّوْزَتَيْن، كما أنه مُفيد لاضْطِرابات الجِهاز الهَضمي كالإمْساك، سُوء الهَضم، الغازات والتِهاب قُرْحَة المَعِدة، ويُقَوِي أيْضًاً اللَثَة والأسْنان ويُسكّن آلامَها.

 الكراوية:

بِفَضْلِ تَرْكِيبتها المُذهِلة، تَعملُ الكراوية كمادّة مُعَقِّمَة بإمْكانِها أن تُحَقِّقَ الشِّفاء من التِهابات الجِهاز الهَضمي و القُولون، وتَعْمَلُ على طَرْد الغازات.

من جِهَةٍ أُخرى تَمنَعُ الكراوية تَصَلُّب الشَرايِين، وتُخفِّضُ من ضَغط الدم، كما أنها تُساعِد في تَنظِيم ضَرَبات القَلب و تَقْوِيَة عَضَلاته، وتُقَلِّلُ من خَطَر الإصابة بأمراض القلب، ولها تأثير جَيِّد على الجِهاز البَوْلي والتَنَفُسِي، ولها خَصائِص عِطْرِيَة تَزِيد في الشَهِيَّة، وتُحَسِّنُ الهَضم وتَعمل على تَنْظيف الأمْعاء.

الكراوية تَزيد في حَليب المُرضِعات، وتَضَعُ حدًّا لانْتِفاخات والتِهابات الجِلد، ومُطَهِّرَة للجُروح، كما أنها تُنَظِّفُ البَشرة وتَمنَعُ العَدْوَى الخارجية.

 حَبَّة البركة:

استُخدِمت بُذور حَبَة البَرَكة في العَديد منَ العِلاجات مُنذ آلَاف السِنِين، لها خَصائِص مُضادة للأكْسَدة و الالْتِهابات، تُسْتعملُ لِعلاج ارْتِفاع ضَغط الدم واضْطِرابات الجِهاز الهَضمي و مَرض السُكري، حَبة البركة تُقَوِي المَناعة وتُقلِّلُ من التِهاب الأنف و الحَساسية.

حبة البركة لها قُدرة على إخْفاء الصُداع والتِهابات المِفاصل، ومُفِيدة لتَنْشيط الذَاكِرة والمُساعدة على الحِفْظ، كما أنها تُستخدم في الطَبخ وتضيف النكهة إلى الخُبز وغيره.

ويُمكن اسْتِخدام زيت حبة البركة مَوْضِعِيًا لِعِلاج مُشكل الشَعر والبَشرة كَحَب الشباب والصَدَفِية وبَعض الجُروح.

 اليانسون:

اليانسون أو ما يُسمى بحَبَة حلاوة يَحْتَوِي على عِدة فِيتامينات، ولَهُ فَوَائِد صِحية جَيِّدة يُستخدم كنَوْع من المَشْروبات مِثل الشاي، وكذلك في الطبخ لأنَه يَحْتَوي على نكهة عالية.

اليانسون يَدخُلُ في بعض العلاجات الجَسَدِية، كعُسر البَول، ومَغَص المعدة وطَارِد للغازات، كما أنَهُّ يُهَدِّئُ التِهابات القَصَبات الهَوَائِية، والصُداع النِصفي، ويُعالج نَزَلات البرد، وأمراض الحَلق وسَيَلان الأنف، اليانسون يَقضِي على الباكتيريا و الفِطْرِيات، يُخَفِّفُ من التهابات الفم و اللَّثة وآلام الأسنان ورائحة الفم الكريهة.

يَقْضِي مَغَلِّى اليانسون على المَغَص عند الرُضَّع، ويُشرَبُ ساَخِنًا لتَهْدِئَة الأعصاب والمُساعدة على النَوم للكبار، ويَزيد في حليب المُرضعات.

يُستعمل اليانسون كذلك في المُرَكَّبَات والمستحضرات التجميلية كالكرِيمَات والعُطور المُختلفة والصابون ومَعْجون الأسنان.

حَبٌ الرشاد:

يُستخدم حَب الرشاد لتَحْسِين وَظَائِف الرِئَة وعِلاج الرَبو، يُنظّم الدَورة الدَمَوِية ويُعالج نَزِيف الأنف المُتَكَرِّر، وهو مُفيد كذلك لحالات فَقْر الدم والذِين يُعانون من نَقصٍ في الحديد.

وبِفضل الأحْماض الذُهنِيَة وأحْماض اللِينُولِيك المَوْجودة في حَب الرشاد فإنه يُدَعِّمُ الذاكِرة وخُصوصًا عند الأطفال، ويَمنع تَساقُط الشَعر، وله خَصائص مُدِرًّة لِلبَوْل وخُصوصًا للذين يُعانون من ضَغط الدم المُرتفع، ويَحتوي حَب الرشاد على الكثير من مُضادات الأكْسَدة التي تَحْمي الجِسم مِن النُمُو السَرَطاني.

 البقدونس:

يُستخدم البقدونس مُنذ زَمن طَويل كدَواء، لأنَه غَنِيٌّ بالفِيتامِينات و المَعادن و المَواد الكِيميائِية النَباتية، فإنه يُعالج أمراض الجِهاز الهَضمي، القلب، الكِلي و أمراض النِساء، كما أنه يُعتبر مُنَشطاً جِنسياً للرجال، و يدرّ البول بِشَكلٍ كَبير ويُذهب الدُهون من الجسم.

ويُستعمل بكثرة في وَجَبات الطَعام، حيث يُوضع على السَلَطات المُختلفة لأنه يُعطي رائِحة ونكهة طَيِّبة للطَعام، وفَوائد جَيِّدة لجِسم الإنسان.

 النعناع:

يُعرف هذا النبات في الطب الشعبي بأنه مُنَبِّه ومُطهّر ورائِحته عَطِرة ومُمَيَّزة، النعناع يُخفِّف من القلق و التوتر، ويُقلِّلُ من الاكتِئاب وآلام المفاصل، مُفيد جدًّا لآلام المَعدة والغازات ويُقَوِي اللَثّة و مُضاد فَعَاَّل للسُعال، وبِفضل الزيوت العِطريّة المَوْجودة في النعناع، فإنه يُقَوِّي المَرارة ويُحافظ على صحة الكبد.

مَنْقوع النعناع يُقاوم حَبّ الشباب، ويُطَهِّر البَشرة من الشوائب التي تَتَسَبَّبُ في انْسِداد المَسامات الجلدية.

 المريمية:

و تُسمى كذلك السالمية، حيث تَحتوي على العَديد من الفِيتامينات و الزيوت العِطرية لها رائحة الكافور، ولذلك فهي تُنشّط الدَورة الدموية و تَمنع تَصلّب الشرايين، وهي مُفيدة لاضطرابات الجهاز الهضمي كالمَغَص والإسْهال والقَيء، وهي جِد مُفيدة لِطَرد الغازات من البَطن، تَحمي من الإصابة بالإنفلونزا وتُخفّف من آلام الرَشح والسُعال، المريمية تُخفِّض من نِسبة السُكر في الدم، كما أنها مُفيدة لأمراض النساء كآلام الدورة الشهرية وانقِطاع الطَمث، وهَبات الحَرارة المُفَاجِئَة عند المرأة، وتُخفِّفُ كذلك من آلام المفاصل.

المريمية  تُقوي جهاز المناعة وتُحافظ على الجهاز العصبي بإزالة التَعَب، وتَهْدِئَة الأعْصاب والنَوم السَريع، وهي فاتِحة لِلشَهِيَة وتَزِيد الرَغبة في الأكل.