محتويات
- تعريف الذكاء
- أنواع الذكاء
- كيفية تنمية الذكاء عند الأطفال
- طرق تنمية ذكاء الطفل الصغير
قبل الحديث عن تنمية الذكاء عند الطفل سنجيب على السؤال الذي يتبادر إلى الذهن وهو ما معنى الذكاء؟
هناك تعاريف عديدة للذكاء إلّا أنها كلها تصب في نفس الاتجاه تقريباً، وهي قدرة الإنسان على التكيف مع متغيرات من خلال تفكير سليم يستطيع من خلاله إيجاد حلول للمشاكل التي تعترض طريقه، وأيضاً القدرة على التعلم و اكتساب مهارات جديدة تتيح له الاندماج في المجتمع.
"هوارد جاردنر" هو عالم قام بتحديث مفهوم الذكاء، وانتقل به من النظرية التقليدية التي كانت سائدة وهي أن الذكي يقتصر على الشخص القادر على حل معادلات الرياضيات المعقدة، إلى مفهوم الذكاءات المتعددة، إذ أنّ كل شخص يمتلك قدرات في مجال معين تمكنه من التفوق والإبداع تختلف من شخص لآخر.
يمكن تصنيف أنواع الذكاء حسب "جاردنر" على الشكل التالي:
ممّا لاشكّ فيه أنّ طفل اليوم هو رجل الغد، وردود أفعال الغد هي ما يتربى عليها الطفل اليوم، ويمكن تشبيه تربية الأطفال بدورة حياة الثمرة، انطلاقاً من البذر، ومروراً بالشجرة، لتجني في الأخير أيّها الوالد وأيّتها الأم ثمار الجد والاجتهاد في العناية بالطفل وتخصيص الوقت والجهد لتنمية قدراته ومهاراته.
البذور طيّبة بالفطرة، لكن ما يحدّد جودة نموّها في المستقبل، هو توفير بيئة سليمة لتترعرعها، وإزالة الأعشاب الضارة المحيطة بها، وتغذيتها بالسماد الجيّد ليتقوّى عودها حتى تصير شجرة قويّة تواجه تقلبات المناخ وتغيرات الجو، وفي الأخير تعطي ثماراً رائعة يستفيد منها كل من يصادفها.
مسيرة تنمية ذكاء الطفل كالعناية بالبذرة تبدأ مبكراً منذ السنوات الأولى للطفل، بل منذ الولادة، حيث يمكن تنمية قدراته العقلية عن طريق التحدث إليه، وتركه يستمع إلى تلاوات هادئة من القرآن الكريم، ومداعبته بالحركات وهو في المهد، الأمر الذي يرفع من تفاعله مع الأصوات من حوله، ويحفز النشاط الدماغي للطفل، ويعمل على تطوير الحواس الطبيعية وهو مفيد له في المستقبل القريب والبعيد.
تنمية الذكاء عند الطفل من خلال التحاور معه، ثم قدّم له النصائح بكلام واضح، ولا تقل أنّ الطفل لا يفهم كلام الكبار، فهو يستوعب الفكرة لكنه لا يستطيع التعبير، ومن خلال الحديث المتواصل معه سيكون لديه رصيداً لغوياً يتيح له فيما بعد التعبير عن نفسه.
ألم يفاجئك طفلك يوماً بكلمات لم تظن أنّه يفهمها، أو أنه يستطيع توظيفها في محلها، حتماً سيحدث الأمر معك لأنه طبيعي، لهذا لا تهتمّ بما يقوله الآخرون كونك تستخدم كلمات تفوق سن طفلك، إن كنت فعلًا ممّن يقومون بالحديث مع الطفل، فهذا من بين أفضل الطرق التي تنمي الذكاء اللغوي عند الأطفال.
يُمكن ذلك من خلال استخدام ألعاب الذاكرة التي تنمّي ذكاء الطفل فيما يخصّ التذكّر، واستحضار ما مّر عليه من أحداث كثيرة ومتنوعة. ثمّ إنّ قراءة القصص مفيدة جداً، من عدة نواحي لكن سنتكلم هنا على جزئية الذاكرة، فبعد الانتهاء من سردك للقصة أو قراءتها للطفل، دعه يكرّر ما يتذكّر من أحداث وشخصيات، ودعه يستخدم عقله، علّمه الأرقام واربطها بأحداث يفهمها كموعد العشاء، أو عدد حبات الموز التي في الطبق وعدّها أمامه، ممّا ينمي القدرة على استعمال الأرقام والحسابات الرياضية البسيطة، هي بسيطة حالياً لكنها أساسية ومفيدة في المستقبل.
التغذية السليمة التي تحتوي على العناصر الضرورية لنمو الجسم والعقل، وحصول الطفل على ساعات النوم الضرورية في اليوم والليلة من أساسيات تنمية عقل الطفل، ولا ننسى دور علاقة الأسرة فيما بينها، حيث أنّ احترام الوالدين لبعضهم البعض، وتوفير جو التفاهم والحوار بيهما يخلق نوعاً من الارتياح العاطفي عند الأطفال، ويشعرهم بالسعادة، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على خط نمو الأطفال، فالعلاقة بين الاستقرار العاطفي والنمو العقلي للطفل هي علاقة وطيدة.
التمارين الرياضية مفيدة للجسم والعقل، فكما قيل قديماً العقل السليم في الجسم السليم، تمارين الرياضة مفيدة في تنشيط الدورة الدموية، وبالتالي يتدفق الدم أكثر نحو الدماغ ما يساعده على العمل بكفاءة أكبر.
وفي الأخير تجدر الإشارة إلى أنّ بذرة اليوم هي شجرة الغد فلنحسن العناية بها.