أهمية المدرسة بالنسبة للطفل المعاق عقلياً

أهمية المدرسة بالنسبة للطفل المعاق عقلياً
بواسطة : نعيمة بلغازي | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • تعريف المدرسة
  • دور المدرسة في حياة الطفل المعاق عقلياً
  • حقوق الطفل المعاق عقلياً

 تعريف المدرسة

يَحتلّ مفهوم المدرسة مكانة مهمة لدى العديد من المفكرين والباحثين، إضافة إلى مكانته الحفية في علم النفس بشكل عام، و في علم النفس التربوي بشكل خاص.  لقد تمّ تعريف كلمة مدرسة في معجم علوم التربية على الشكل التالي: "لفظ مدرسة  School يرجع أصله إلى اللفظ اليوناني Schole و يعني وقت الفراغ الذي يقضيه الناس مع رفاقهم أو لتثقيف الذهن.

تحتلّ المدرسة مرتبة كبيرة نظراً لأهميتها و ثقلها على مصير تكييف و اندماج الطفل المتمدرس في عالم الدراسة، و كذلك تعتبر قنطرة لعبور التلميذ إلى الإندماج المجتمعي، فهي تشكل المجال الاجتماعي الثاني بعد الأسرة.  و ما نقصده نحن بهذا المفهوم كل هذه الوظائف و الخدمات المتعددة التي توفرها المدرسة، لتسمح للطفل بأن يحقّق نمو ذاته ليرقى عقلاً، و نفساً، و بدناً، ما دامت تعتبر واحدة من حق أي طفل.

لكنّنا هنا  لا نتحدث عن أي مدرسة، بل نعني بها  المدرسة التي تسمح للطفل المعاق عقلياً بأن ينال حقّه في التمدرس، أي مدرسة الدمج التي لاتستثني أحداً،  حيث تُبنى على فلسفة عدم الرفض، بمعنى عدم استبعاد أي طفل لأي سبب من الأسباب لأنها من حقوقه، فلقد تبيّن أن رهان التنمية لن يربح في ظل غياب مشاركة جميع الشرائح الاجتماعية بما فيها ذوي الإعاقة العقلية،  هذه الفئة التي أكدت مجموعة من المواثيق الدولية على ضرورة منحها عناية أكبر، والعمل على إدماجها الاجتماعي بشكل عام وعلى إدماجها التربوي والمهني بشكل خاص.

لذلك يمكن القول على أن المدرسة تساعد الطفل المعاق عقلياً على المشاركة والتعاون من خلال معايشته لأطفال لايعانون من أي صعوبات، وبذلك سوف يتجاوز بذهابه للمدرسة التجربة المدرسية في حد ذاتها، باكتساب الثقة في نفسه وتحقيقه للاندماج المدرسي.

دور المدرسة في حياة الطفل المعاق عقلياً

إن المدرسة تلعب دوراً مهماً باعتبارها من جهة أولى أفضل مجال يمكن أن يساعد الطفل المعاق عقلياً، وتأخذ بيديه لتنمية قدراته، فهي بداية الانطلاق الفعلي لمشروع الطفل المعرفي بشكل منظم ومقنّن بأنظمة تقويم تحكمه على عكس ما تكون عليه المعارف العادية قبل المدرسة.

إن هذا التحوّل الجذري بالنسبة للطفل المعاق عقلياً سواء مؤسسياً أو نفسياً، وذلك من حيث أنها :

  • تتيح له فرصة التدريب على الاستقلالية، عن طريق تكرار فرص الاعتماد على النفس في حلّ المشاكل المختلفة التي تواجهه.
  • تتيح له فرص الاحتكاك بمشاكل مختلفة داخل القسم، كالمشاكل العلائقية مع الأصدقاء والمعلمين.
  • تتيح له فرصة بناء الهوية ممّا يجعله يعمق إحساسه بالوعي بها، مما له أثر إيجابي على نضجه وتطوره.
  • العمل على تنشيط ميول الأطفال عن طريق تنويع أساليب النشاط المدرسي.
  • تكسب الأطفال إحساس التذوق الفني في مظاهره المختلفة، موسيقى، نحت، تصوير، زخرفة، رقص، ...
  • تنمي حس المسؤولية، أي أن الطفل يدرك ما له من حقوق وما عليه من واجبات.
  • تنمية الطاقات الإنسانية  الكامنة و شعوره بالكرامة وتقدير الذات، وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، والاختلاف بين البشر .
  • تمكين جميع الأطفال من المشاركة الفعّالة في المجتمع.
  • تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية للوصول بها إلى مداها الأكمل.
  • مراعاة مصالح الطفل عن طريق إضفاء الطابع الشخصي على خطط التعليم.

حقوق الطفل المعاق عقلياً

  • أن يكون في استطاعته اختيار تعليم شامل وميسر داخل مجتمعه .
  • أن يوفر  له التعليم والدعم المطلوب، و بما في ذلك إتاحة التدريب المتخصص للمعلمين، والأخصائيين في الاستشارة التربوية والنفسية.
  • توفير مناهج دراسية في متناول الأطفال، ووسائل تكنولوجية ميسرة لأغراض التعليم .
  • توفير طرق بديلة  لتعزيز التواصل واستراتيجيات بديلة للتعلم، وبيئة مادية مكيفة تكفل المشاركة التامة للتلاميذ المعاقين عقلياً .
  • عدم استثناء أيّ طفل معاق عقلياً من التعليم المجاني والإجباري بسبب إعاقته.

في الأخير  تجدر الإشارة إلى أنه من بين الوظائف الأساسية للمدرسة، هي مساعدة الطفل المعاق عقلياً على الشعور بأنه كائن سعيد، يعيش حاضره، تجعل منه كائناً يتقبل ذاته ويقدرها.

إن بنية المؤسسة المدرسية المكوّنة من المعلمين، وزملاء القسم، والبعد التنظيمي المؤسسي للمدرسة يشكل في مجموعه عاملاً طبيعياً يمكن من مساعدة الطفل المعاق عقلياً على تحسين نموه النفسي والاجتماعي.