محتويات
- تعريف المدرسة
- دور المدرسة في حياة الطفل المعاق عقلياً
- حقوق الطفل المعاق عقلياً
يَحتلّ مفهوم المدرسة مكانة مهمة لدى العديد من المفكرين والباحثين، إضافة إلى مكانته الحفية في علم النفس بشكل عام، و في علم النفس التربوي بشكل خاص. لقد تمّ تعريف كلمة مدرسة في معجم علوم التربية على الشكل التالي: "لفظ مدرسة School يرجع أصله إلى اللفظ اليوناني Schole و يعني وقت الفراغ الذي يقضيه الناس مع رفاقهم أو لتثقيف الذهن.
تحتلّ المدرسة مرتبة كبيرة نظراً لأهميتها و ثقلها على مصير تكييف و اندماج الطفل المتمدرس في عالم الدراسة، و كذلك تعتبر قنطرة لعبور التلميذ إلى الإندماج المجتمعي، فهي تشكل المجال الاجتماعي الثاني بعد الأسرة. و ما نقصده نحن بهذا المفهوم كل هذه الوظائف و الخدمات المتعددة التي توفرها المدرسة، لتسمح للطفل بأن يحقّق نمو ذاته ليرقى عقلاً، و نفساً، و بدناً، ما دامت تعتبر واحدة من حق أي طفل.
لكنّنا هنا لا نتحدث عن أي مدرسة، بل نعني بها المدرسة التي تسمح للطفل المعاق عقلياً بأن ينال حقّه في التمدرس، أي مدرسة الدمج التي لاتستثني أحداً، حيث تُبنى على فلسفة عدم الرفض، بمعنى عدم استبعاد أي طفل لأي سبب من الأسباب لأنها من حقوقه، فلقد تبيّن أن رهان التنمية لن يربح في ظل غياب مشاركة جميع الشرائح الاجتماعية بما فيها ذوي الإعاقة العقلية، هذه الفئة التي أكدت مجموعة من المواثيق الدولية على ضرورة منحها عناية أكبر، والعمل على إدماجها الاجتماعي بشكل عام وعلى إدماجها التربوي والمهني بشكل خاص.
لذلك يمكن القول على أن المدرسة تساعد الطفل المعاق عقلياً على المشاركة والتعاون من خلال معايشته لأطفال لايعانون من أي صعوبات، وبذلك سوف يتجاوز بذهابه للمدرسة التجربة المدرسية في حد ذاتها، باكتساب الثقة في نفسه وتحقيقه للاندماج المدرسي.
إن المدرسة تلعب دوراً مهماً باعتبارها من جهة أولى أفضل مجال يمكن أن يساعد الطفل المعاق عقلياً، وتأخذ بيديه لتنمية قدراته، فهي بداية الانطلاق الفعلي لمشروع الطفل المعرفي بشكل منظم ومقنّن بأنظمة تقويم تحكمه على عكس ما تكون عليه المعارف العادية قبل المدرسة.
إن هذا التحوّل الجذري بالنسبة للطفل المعاق عقلياً سواء مؤسسياً أو نفسياً، وذلك من حيث أنها :
في الأخير تجدر الإشارة إلى أنه من بين الوظائف الأساسية للمدرسة، هي مساعدة الطفل المعاق عقلياً على الشعور بأنه كائن سعيد، يعيش حاضره، تجعل منه كائناً يتقبل ذاته ويقدرها.
إن بنية المؤسسة المدرسية المكوّنة من المعلمين، وزملاء القسم، والبعد التنظيمي المؤسسي للمدرسة يشكل في مجموعه عاملاً طبيعياً يمكن من مساعدة الطفل المعاق عقلياً على تحسين نموه النفسي والاجتماعي.