تاريخ التوحد من خلال الدراسات والأبحاث

تاريخ التوحد من خلال الدراسات والأبحاث
بواسطة : سومية ادريسي حسني | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • التوحد
  • نقاط كريك التسعة لتشخيص التوحد
  • ملاحظات هامة
  • التطور من السبعينات حتى الآونة الحالية

 التوحد

لقد قام  الطبيب النفسي الأمريكي "ليو كانر" في دراساته حول التوحد برصد دقيق لخصائص هذه الفئة من الأطفال، و قام بتصنيفهم على أنهم فئة خاصة من الإعاقة، لها أعراضها التي تميزها عن غيرها من الإعاقات، وذلك خلال الأربعينيات، إلاّ أنّ الاعتراف بها كفئة يطلق عليها مصطلح "الأوتيزم "أو "التوحد" أو "الاجترار" في اللغة العربية لم يتم إلاّ في عقد الستينيات، حيث كانت تُشخّص حالات هذه الفئة على أنها نوع من الفصام الطفولي .

و يَذكرُ كثير من العلماء أن هناك قواسم مشتركة للتوحد مثل "لافير، جير" 1969، و العالم روتر 1978، حيث يجمعون على  أن الصفة التي أعطاها الطبيب النفسي والباحث "كانر" للتوحد لم تكن صالحة و صحيحة 100%، ويبررون بقولهم أنه قد اشتبهت عليه بعض حالات انفصام الشخصية، و الأمراض النفسية الأخرى.

نقاط كريك التسعة لتشخيص التوحد

وفي أوائل الستينات 1960 صدر تقرير عن الجماعة البريطانية العاملة، اقترحت فيه قائمة من تسع نقاط عرفت باسم نقاط كريك التسعة  Creak’s Nine points،  لكي تستخدم في تشخيص الأطفال التوحديين، و هذه القائمة قد تضمّنت ما يلي 

  • اضطراب في العلاقات الانفعالية مع الآخرين .
  • عدم الوعي بالهوية الشخصية لدرجة لاتتناسب مع العمر .
  • انخراط مرضي بموضوعات محدّدة .
  • مقاومة التغيير في البيئة، و المحافظة على الروتين .
  • خبرات إدراكية شاذّة.
  • قلق حادّ و متكرر و غير منطقي.
  • فقدان الكلام، أو عدم اكتسابه، أو الفشل في تطويره إلى مستوى مناسب للعمر .
  • اضطراب في الأنماط الحركية .
  • تخلف واضح في بعض الجوانب، أو وظائف عقلية غير عادية.

ملاحظات هامة

هناك ثلاث ملاحظات هامة منذ أواخر الخمسينات إلى أواخر السبعينات هي على النحو التالي:

  • التأكيد على أهمية التطور المبكر للغة لدى الطفل في سن الخامسة.
  •  النظر إلى مقدار انخفاض القدرة العقلية كأحد أهم العوامل التي يمكن أن تستخدم كمؤشر يعتمد عليه , حيث إن الأطفال التوحديين غير القادرين على الاستجابة لمقاييس الذكاء، أو الذين كانت درجاتهم منخفضة على مقاييس الذكاء ممن تتراوح نسب ذكائهم بين55 و 60، كان معظمهم يستمرون في الاعتماد على الآخرين بشدة.
  • القابلية للتعلم و محاولات التدريب من أجل التعلم، تعد هي الأخرى من المؤشرات المهمة في تشخيص التوحد.

التطور من السبعينات حتى الآونة الحالية 

أهمية تطور اللغة بالنسبة للطفل التوحدي خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة، حيث تبرز أهمية هذه المرحلة في ارتقاء اللغة في بعض المهارات، و القدرات لدى الأطفال في المراحل اللاحقة من العمر.

إنّ مجرد تطور اللغة بالنسبة للطفل التوحدي والتمتع ببعض المهارات الجيّدة نسبيّاً لايضمن بالضرورة تطور حالته على نحو جيّد، فلا بد من التدريب المكثّف والمتواصل في مجالات شتّى، سواء كانت أكاديمية، أو إدراكية، أو غير ذلك بحيث تتيح الفرصة أمام هؤلاء الأطفال للمزيد من النضج الاجتماعي، والانفعالي، والتعليمي...الخ.

إنّ المعلومات المتضمّنة في تقارير الدراسات اللاحقة هي أكثر  تنظيماً وموضوعية مقارنة بسابقتها، حيث  أنّ عدداً من الدراسات اللاحقة قد ركّزت على الطفل التوحدي ذي القدرة العقلية المرتفعة نسبياً، وبالتالي فهذه الدراسات هي أكثر تأثيراً مقارنة بالدارسات السابقة.

وإن وسائل التشخيص والتقييم التي كانت مستخدمة في الدراسات السابقة تختلف بعض الشئ عن تلك المستخدمة في الدراسات اللاحقة، وذلك لاستحداث أدوات تقييمية جديدة.