مفهوم التعلم

 التعلّم

كان الاهتمام في الماضي موجهاً للتعليم، في حين أصبح الآن موجهاً الى التعلّم والمتعلّم .

ففي السابق كان الهدف الأوّل هو مساعدة المعلّم في نقل المعلومات، أمّا في الحاضر فقد تمّ تسليط الضوء على المتعلمين وكيفية تمكينهم من اكتساب المهارات، والمعارف وإتقانها،  بالإضافة إلى تكوين العادات وتقوية ودعم اتخاذ المواقف التي تعينهم على مواجهة الحياة.

التعلم هو عملية اكتساب المعرفة، والمهارات، والقيم، والمواقف، عن طريق العمل الفكري، التعليم، أو من خلال التجارب والخبرات.

إنه ليس من السهل إعطاء تعريف واحد للتعلم،  وذلك نظراً لاختلاف وجهات النظر في هذا في الصدد، بالإضافة إلى وجود العديد من نظريات التعلم .

تعريف التعلم وفق وجهة نظر بعض العلماء 

♦ تعريف ''جيتس Gates '' يمكن تعريف التعلم على أنه تغير السلوك تغيراً تقدمياً، وأنه اكتساب وسائل  لاشباع الحاجات، وتحقيق الأهداف والغايات، وهو ما يتخذ شكل حلّ المشكلات .

♦ تعريف وود وورث '' Wood Wort '' التعلّم هو النشاط الذي يصدر عن الفرد ويؤدّي الى تعديل سلوكه .

♦ تعريف ''تورندايك '' التعلم هو مجموعة من التغيرات التي تطرأ على سلوك الإنسان .

ومن خلال ماسبق يمكن القول على أن التعلم هو تلك التحوّلات التي تطرأ على سلوك المتعلم، بعد مروره بتجارب وخبرات تؤدي الى تغير على مستوى الأداء المعرفي، والوجداني،  والحركي، والنفسي .

شروط التعلم

لا يمكن ان تتمّ عملية التعلم إلاّ وفقاً لشروط معيّنة وهي ثلاثة :

1 . وجود دافع للتعلم 

بمعنى أن يكون لدى المتعلّم دافع وحافز نحو موضوع التعلم،  هذا الأخير يُمَكّن من إتقان هذا الموضوع والوصول إلى حل له مثال: تعريف التلاميذ بأهداف الدروس عن طريق كتابتها في السبورة، أو على أوراق يتمّ توزيعها عليهم من شأنه أن يشكل دافعاً نحو تعلم أفضل،  فالمواقف التعليمية التي تعمل على تكوين دوافع لدى المتعلمين هي أفضلها وأنجحها.

2 . النضج

 هو وصول المتعلّم لمرحلة اكتمال وظائف الأجهزة التي تمكّن من التقدم إلى مستويات عليا خاصة بالوظائف، سواء الجسمية، أو النفسية والتي تلزم للقيام بأوجه النشاط الذي يتطلّب تعلم موضوع معين .

قد يكون النضج عضوياً كنضج الجهاز العصبي; أي اكتمال نمو أعضاء الجسم كنمو عضلات اليد والأصابع، والتي تتطلّب حركة دقيقة كالكتابة والرسم.

وقد يكون النضج عقلياً;  كاكتمال الوظائف العقلية، التفكير، والادراك مثلا،  والتي تمكن الفرد من التعلم وحلّ المشكلات، على سبيل المثال: طفل بعمر 6 سنوات لا يستطيع إدراك أن الأرض تدور حول الشمس، لأنه بمرحلة العمليات الملموسة، فهو لايفكّر بطريقة منطقية مجردة .

3 . الممارسة

هي التكرار الذي يؤدي إلى تحسين الأداء، بمعنى آخر هو النشاط الذي يقوم به المتعلّم للوصول إلى التعلم .

مثال: التلميذ لا يستطيع أن يتعلم عملية الضرب بمجرد استماعه لشرح المعلم، بل يجب عليه الممارسة والتطبيق باستمرار اعتماداً على فهمه، وبهذه الطريقة سيكتسب مهارة في مجال الرياضيات.

يمكن القول على أنه لكل طفل أسلوبه الخاص في التعلم، ولحدوث التعلم الجيّد والفعال، لابد من توفر كل من النضج والدافعية والممارسة، وأنه  يلزم على المعلم الإلمام  بهذه الشروط ليوفّر عليه الكثير من الجهد والوقت، ثم يبدأ اشتغاله انطلاقاً من أرضية مستقاة من البحث العلمي، و التربوي، والنفسي .   

المراجع

1. التعليم والتعلم بمقاربة  الدكتورأحمد أوزي منشورات مجلة علوم التربية.
2. علم النفس التربوي الدكتور علي منصور منشورات جامعة دمشق.
3. أصول علم النفس وتطبيقاته لفاخر عاقل دار العلم للملايين بيروت الطبعة الأولى . 1973