دور الأسرة والمدرسة في تنمية قدرات الطفل

دور الأسرة والمدرسة في تنمية قدرات الطفل
بواسطة : نعيمة بلغازي | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • دور الأسرة في تنمية قدرات الطفل
  • دور المدرسة في تنمية قدرات الطفل
  • حاجيات الطفل الأساسية

إن المشكل الأساسي الذي يواجه المؤسسات التربوية مهما كان نوعها أسرة أو مدرسة أو نادي... هو كيفية المساهمة في الاضطلاع  بدورها  الرئيسي في إنماء شخصية الطفل، في مختلف مراحل حياته التي يقضيها  في هذه المؤسسات.

دور الأسرة في تنمية قدرات الطفل

تُشكّل الأسرة أول مؤسسة تربوية  يعيش فيها الطفل منذ ولادته.  وشيئاً فشيئاً تتسع علاقاته واتصالاته بجماعات  اخرى،  كجماعة الفصل وجماعة الأصدقاء...

إنّ الطفل إذن يغادر المحيط الأسري وينتقل إلى المحيط المدرسي، وهذا الإنتقال أصبح ضرورة يفرضها التطورالمجتمعي، بل إن معظم المجتمعات في عصرنا  تعتبر مرور الطفل بالمدرسة، وقضاء فترة هامة من حياته متنقلا بين مستويات تكوينها، أمرا مفروضا وإجبارياً على كل طفل، ولا ينبغي أن نفهم من هذا أن دخول الطفل إلى عالم المدرسة ينسيه ويفقده تأثير الأسرة التي ينتمي إليها،  فالأسرة تستمر في تأثيرها على الطفل وإن تفاوت هذا التأثير واختلف.

لقد كانت الفكرة السائدة قديماً ان الطفل الى حدود سن السابعة ينتمي إلى الأسرة، أما بعد هذه السن فإنه ينتمي إلى الدولة، غير أن هذه الفكرة لم تعد صحيحة اليوم أمام مد جسور الاتصال والتعاون بين الأسرة والمدرسة لصالح نمو الطفل وتطوره، فالفكرة القائلة بأن كل شيء يتم في حياة الطفل قبل سن السادسة، بمثابة تشكيك في تأثير البيئة المدرسية، وغيرها من وسائل التنشئة الإجتماعية التي تستمر بعد هذه السن.

يرى ''جورج موكو Georges Moco'' أن النضج الجسمي والنفسي للطفل، يستمر بعد سن السادسة متأثراً بالوسط الإجتماعي الذي يعيش فيه. وقد أشار ''هنري والون Henry Wallon'' أنه ينبغي أن تتظافر الجهود، ويتم التعاون بين مختلف الأنشطة والأعمال، التي تقوم بها مختلف الأوساط التربوية التي يعيش في أحضانها الطفل، حتى نضمن له تربية جيدة .

دور المدرسة في تنمية قدرات الطفل

وتعتبر المؤسسة التربوية مكانا يلتقي فيه الأفراد والجماعات، وهي توفر لهم فرص التفاعل، فيما بينهم غير أنها ليست سوى مؤسسة اجتماعية من بين المؤسسات الأخرى، فالمدرسة تعكس مختلف التيارات الاجتماعية بكيفية شعورية أو لا شعورية، ولكنها تعمد إلى تربية الأطفال وتكوينهم وفق الثقافة التي تمثلها كمؤسسة مدرسية، وصهر أفكارها وبلورتها بقدر الإمكان عبر خطابها المدرسي أنها تبعاً لذلك تشكل عامل توحيد وجمع لمختلف الطبقات الاجتماعية، وهي فضلاً عن ذلك مؤسسة لإعداد الفرد للحياة المهنية، كما أنها تساهم في إعداده ليصبح مواطناً له من الحقوق ما له وعليه ما عليه من الواجبات. فالمدرسة  إذن عامل هام من عوامل التنشئة الإجتماعية، ليس فقط فيما تعلمه للطفل من مواد معرفية، وإنما كذلك عبر الفرص التي تتيحها له للعيش في وسط اجتماعي ضمن فئة سنه.

حاجيات الطفل الأساسية

 فالاستراحة لا تلعب دور الترويح عن النفس فقط، وإنما تعتبر أيضا فرصة تمنحها للطفل للعيش مع غيره من الأطفال، والتعايش معهم وابتكار علاقات اجتماعية فيما بينهم، هذا فضلاً عن أنها تخلص بعض الأطفال من وحدتهم وصمتهم، وتساعدهم على الاندماج في الحياة الاجتماعية وهي تتوفق في ذلك بقدر إلمامها بالطفل وحاجياته ومشاكله، لذا فإن الحقبة التاريخية التي كانت فيها المؤسسات المدرسية مجالا مقصورا على الأطفال، ومحذوراً على آبائهم قد ولت وانقضت.

إن التربية المعاصرة جعلت من أحد مبادئها الرئيسة البدء بمعرفة الطفل قبل تعليمه، ومعرفة الطفل لا تكتمل إلاّ بمعرفة  وسطه الاجتماعي الثقافي، والاقتصادي، كما تمثله الأسرة التي يعيش فيها سعيا لإقامة جسور التواصل والتعاون معها لما يخدم تربية الطفل.

وقد أصبح  من الضروري حضور الآباء  إلى مدارس أبنائهم  للتعاون معها وتقديم خبراتهم المهنية لفائدتها  على شكل عروض معرفية أو مساعدة في إنجاز بعض الأعمال، أو القيام ببعض الزيارات، ولقد عرفت جل المؤسسات تأسيس جمعيات آباء الأطفال، قصد مشاركة  المدرسة في إنجاز العديد من المشاريع التربوية والتعليمية، ووضع خبرة الآباء في متناول مؤسسة أبنائهم.