تعريف الأسرة ووظائفها

تعريف الأسرة ووظائفها
بواسطة : نعيمة بلغازي | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • تعريف الأسرة
  • أنواع الأسرة
  • وظائف الأسرة

تعريف الأسرة

في علم الاجتماع تُعتبر الأسرةال اللّبنة الأولى لبناء المجتمع، فهي وحدة إنتاجية بيولوجية، تقوم على زواج شخصين، ويَنتج عن هذا الزواج في غالب الأحيان ولادة أطفال. وهنا يمكن القول أنها تتحوّل إلى وحدة اجتماعية تتمّ فيها علاقات تفاعل بين مختلف الفاعلين فيها، من أم وأب وأولاد ... بتماسك الأسرة  يقاس نجاح المجتمع، وبسيرها نحو التفكّك والاضطراب يقاس إخفاق المجتمع.

ومن جهة أخرى فسيكولوجيا، تشكّل الأسرة نظاماً نفسياً اجتماعياً متميّز الروابط والتفاعلات، تتخلّله مشاعر القرابة والمحبة، وروابط التضامن، والتربية، والرعاية، والمسؤولية ...إلخ

أنواع الأسرة

تختلف أنواع الأسرة باختلاف الثقافة والبلد الذي تنتمي إليه، نذكر هنا نوعين من الأسرة:

الأسرة النواة Nuclear Family:

يُعتبر هذا النوع من الأسرة أكثر انتشاراً في الغرب، هي وحدة عائلية تتكوّن من زوجين وأطفال أو بدونهم، من مميّزات هذه الأسرة سهولة التنقل الجغرافي، إلاّ أنه من عيوبها الابتعاد عن الآباء الكبار في السن، وكذلك عزلة الأبناء.

الأسرة الممتدّة Extended Family:      

والتي يمكن أن تجمع عدة أجيال يعيشون داخل منزل واحد، يضمّ عدداً من النساء و الرجال من الأجداد، و الأعمام  ... وأبنائهم، من مميّزاتها هو التماسك القويّ بين أعضائها، ومن سلبياتها هو صعوبة تنقلها الجغرافي، إضافة إلى الحد من  الحرية الفردية.

وظائف الأسرة

للأسرة العديد من الوظائف بعيداً عن وظيفة الإنجاب التي تعد وظيفة طبيعية، ولعلّ أهمها:

  1. الوظيفة الاقتصادية:

  • نقل الإرث المادي:

كانت هذه الوظيفة ضرورية حتى منتصف القرن العشرين، حيث كانت الأسرة تُراكم إرثاً اقتصادياً مهماً من ممتلكات، وأراضي، ومنازل، إضافة إلى المال... والذي سينتقل إلى الأولاد والإحفاد، هذه الوظيفة سمحت للعديد من الأسر من كسب عيشها.

إلاّ أنه في وقتنا الحالي ومع تغير العقليات، وارتفاع أمد حياة الإنسان نجد الأبناء يشتغلون ويستطيعون توفير سكن، وبذلك هم أقلّ احتياجاً لهذا الإرث.

  • الإنتاج والاستهلاك:

في القديم كانت وظيفة الإنتاج مهمة جداً، حيث  كانت الأسر تعيش بالاكتفاء الذاتي وبإنتاجها لما تحتاجه، وفي وقتنا الحالي مازالت الأسر تشارك في عملية الإنتاج، حيث أصبح اليوم أفراد الأسرة يعملون بشكل مستقل، فأغلبهم من الموظّفين، حيث أصبحوا يَعرِضون قُوّتهم العمالية للشركات، في مقابل الحصول على أجر.

ومن جهة أخرى، أصبحت وظيفة الاستهلاك في تزايد مع وجود الزوجين والأطفال، فالكلّ يشارك في هذه الوظيفة من خلال التسوق، الخرجات العائلية خلال العطل، شراء الهدايا في المناسبات، إضافة إلى الميزانية المهمّة التي تُصرف على الأطفال في شراء الألعاب، الملابس، التعليم...إلخ

حيث أصبح الأطفال يشاركون في اتخاذ القرارات،و حتى المهمّة منها كتغيير المنزل أوالسيارة ...إلخ

  1. الوظيفة الاجتماعية:

  • التضامن والمحبة:

اقتصادياً:

خلال الستينات كان الأولاد العاملون يساعدون آباءهم حينما يتقاعدون، نظراً لمعاشاتهم القليلة، في حين الآن أصبحنا نرى بعض الأولاد والأحفاد الذين يعانون من عدم الاستقرار الوظيفي، حيث يقوم الأجداد بمساندتهم مادياً .

اجتماعياً:

نجد مرة أخرى دور الأجداد من حيث الخدمات التي يقدّمونها لأبنائهم، والمتمثّلة في رعاية أطفالهم و المساعدة في الأعمال المنزلية، والتسوّق ... في ظلّ عمل الوالدين على حد سواء، فالأسرة تمثّل دعماً معنوياً. كما أنّ العلاقات بين أفرادها تتميّز بعاطفة مميّزة، خصوصاً عندما يقضي الوالدان وقتاً أطول مع الأطفال في المنزل.

يَتّحد أفراد الأسرة في مواجهة الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية بمشاعر التماسك والهوية المشتركة لأفرادها.

  1. وظيفة التنشئة الاجتماعية:

تَتمّ عملية التنشئة الاجتماعية خلال الطفولة انطلاقاً من الأسرة، باعتبارها المصدر الأول الذي يتعلّم من خلاله الطفل قواعد الحياة في المجتمع.

فالأسرة تُزوّد الطفل برصيد أوليّ من المعلومات والمعارف، إضافة إلى القيم التي ستساعده فيما بعد في مجابهة المواقف التي ستعترضه خلال مختلف مراحل حياته.

تتواصل التنشئة الاجتماعية في مرحلة البلوغ ،وتسمّى التنشئة الاجتماعية الثانوية، والتي تأتي من خلال الزواج وإنجاب الأطفال، كلّها معطيات من شأنها التأثير على شخصية الإنسان وتغييرها. ولا ننسى دور المدرسة، والإعلام، إضافة إلى جماعة الأصدقاء ...إلخ

تَهدِف التنشئة الاجتماعية إلى تزويد الفرد بالخبرات التي تمكّنه من التحوّل من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي، وكذلك تساهم في نقل التراث الثقافي والاجتماعي بين الأجيال. حيث تلعب الأسرة دوراً مهمّاً في تنشئة وتكوين شخصية الطفل بأبعادها المختلفة.