أفضل أوقات إجابة الدعاء

أفضل أوقات إجابة الدعاء
بواسطة : زهير الفاسي | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • أفضل أوقات استجابة الدعاء التي دلّنا عليها النبي صلى الله عليه وسلم
  • أهمية الدعاء في حياة المسلم
  • كيفية الدعاء وأفضل وقت لاستجابة الدعاء
  • ما هي أفضل الأوقات لاستجابة الدعاء 

الدّعاء سلاح المؤمن وحصنه المنيع من فتن الدّنيا ما ظهر منها وما بطن، خاصّة في عصرنا الذي نعيشه حيث اختلطت الأمور على العلماء فما بالك بعامة الناس، عصر طغت فيه الماديات على الرّوحانيات، وأحاطت بنا الفتن من كل جانب، حتى صرنا تائهين في الطّرقات في ظلام دامس ليس لنا من نور يضيء  غير طلب الهداية من الله سبحانه من فوق سبع سماوات .

أفضل أوقات استجابة الدعاء التي دلّنا عليها النبي صلى الله عليه وسلم

ضاقت بنا الدّنيا بما رحبت، واشتدّت من حولنا الكربات، وخنقتنا الأزمات، وغلبت علينا الأهواء والنّزوات، فكيف للمسلم في كل هاته الأهوال، أن يغفل عن الدّعاء؟ دعاء المسلم لربّه مُعين له على تخطّي أزمات الدنيا، والتّغلب على متاعبها، الدّعاء دفعٌٌ لوساوس شياطين الإنس والجن، والتي شغلها الشاغل هو جرّ المسلم إلى طريق الزّيغ والتّيه، والانحراف عن الطريق المستقيم.

أهمية الدعاء في حياة المسلم

الدّعاء  هو همسات للبشر فوق الأرض، يسمعها ربّ السماوات ويجيب عباده المظلومين ولو بعد حين،  أيها الأحبّة إن المرء في حاجة إلى الدّعاء كحاجته للماء، كلمات تخرج من أعماقنا، تبوح بما يجول في خواطرنا لله سبحانه وهو أعلم بها منّا، نظهر من خلالها ضعفنا أمام الجبّار ونطلب العفو من العزيز الغفّار.

الدّعوات ما هي إلاّ لجوء الموحّدين إلى الله تعالى بصدق، و قلوب منكسرة وأيدٍ مرفوعة تضرّعاً للمولى بنصرة مظلوم،  أوبتفريج الهموم، أو رفع للكربات، أناس يطلبون من الله أن يجعل لهم من كل ضيق مخرجاً، فيخرجهم  الله تعالى ممّا هم فيه بفضله وكرمه . 

الدّعاء دأب الأنبياء والرّسل أعرف الخلائق بالله سبحانه وتعالى، أكثر من غيرهم من البشر، والصّالحين من بعدهم اقتفوا أثرهم في التّضرع إلى الله في كل نائبة تمرّ بهم، بل وطلب العون من القادر سبحانه على كل صغيرة وكبيرة في حياتهم، أفلا  نكون مثلهم و نتسغلّ هذا الباب المفتوح على مصراعيه لرفع السّؤال إلى رب السّماء.

 كيفية الدعاء وأفضل وقت لاستجابة الدعاء

قبل أن نستعرض لحضراتكم أفضل أوقات إجابة الدّعاء،  وجبت الإشارة إلى أنه من الضروري عند الدّعاء استحضار عظمة الله ورحمته بنا، واليقين بقدرته سبحانه على إجابة الدعاء، وتفريج الكربات، ودفع الأذى عن الداعي، ومن رحمته سبحانه أنه قال في قرآنه الكريم : " وَقَالَ رَبُّكٌمُ ادْعونِي أسْتَجِب لَكُم" {غافر 60}،  لِنتأمّل هذه الآية، ففيها من اليُسْر الشّيء العظيم، الذي يُشجّع على الدعاء في كل وقت وحين وفي كل الظّروف، حيث ربط المولى سبحانه  وتعالى الإستجابة لعباده بالدعاء فقط، دون وسيط بينك وبينه، ولا تقديم أي مقابل لذلك، فقط  ادعوني أيّها العباد أسْتجب لكم،  إنها رحمة الله التي وسعت كل شيء، فاللّهم وفّقنا للدّعاء آناء اللّيل وأطراف النّهار يا واحد يا قهّار.

ما هي أفضل الأوقات لاستجابة الدعاء 

أخْبرنا النّبي صلّى الله عليه وسلم بأفضل الأوقات لاستجابة الدعاء، وأشار لها في أحاديث عدّة، سنحاول أن نقتصر على أهمّها لتعمّ الفائدة:

  •  بعد الأذان وقبل إقامة الصلاة: في هذا الوقت يُستحبّ أن يتضرّع المؤمن إلى الله سبحانه بما يشاء من خير الأمور، فقد قال عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الشّريف: "الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُردّ".
  • دَلّنا الرسول صلّى الله عليه وسلّم على وقت آخر فضيل يستجاب فيه الدعاء، ألا وهو آخر الليل: قال ﷺ :" يَنْزل ربّنا إلى السماء الدّنيا كل ليلة حين يتبقى ثلث اللّيل الآخر فيقول : من يَدعوني فأستجيب له؟ من يَسألني فَأُعطيه؟ من يَسْتغفرني فأغفر له؟  رواه البخاري، أليس هذا الحديث عظيم ودليل على وجود ربّ رحيم، نَعصيه بالنّهار  ويتنزّل باللّيل نزولاً يليق بمقامه تعالى، حيث ينادي على التّائبين، لهذا ينبغي علينا أن نَغْتنم هذا الوقت الثّمين بالدّعاء وطلب المغفرة .
  • أثناء السّجود في الصلاة: من أوقات استجابة الدعاء حيث يكون الإنسان واضعاً جبهته على الأرض مفتقراً خاضعاً إلى الله سبحانه وتعالى، حريّ أن يستجيب الله لكل داعٍ في سجوده، قال النبي ﷺ " أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد فأكثروا الدعاء. ويقول ﷺ : أمّا الرّكوع فعظّموا فيه الرّب، وأما السّجود فاجتهدوا في الدّعاء فقمن أن يستجاب لكم "رواه مسلم في صحيحه ( فقمن يعني فحري أن يستجاب لكم ).
  • يوم الجمعة الفضيل أعظم أيّام الأسبوع، ينبغي على المسلم المُوحّد أن يَغتنم الفترة من بعد العصر إلى غاية غروب الشّمس بالجلوس على طهارة والدعاء بما يشاء من خيري الدّنيا والآخرة، والإلحاح في الدعاء و هو من الأمور التي يحبها الله سبحانه وتعالى، قال النبي ﷺ : إن في  الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يسأل الله عزوجل شيئاً إلا أعطاه إياه . " قال العلماء الأفاضل إنها ما بين العصر والمغرب من يوم الجمعة .هاته كانت أفضل أوقات إجابة الدعاء التي جاءت في الأحاديث النبوية، فحريّ ممن يطلب الله فيها أن يستجيب له، وإلاّ فإن الدعاء فضيلة يغتنمها المسلم في كل أحواله، جالساً، أو قائماً، ماشياً، أوراكباً، مريضاً أو معتلاًّ، في اللّيل كما في النّهار، وعلى طول الأيام . الله سبحانه معنا أينما كنا ويسمع شكوانا ودعائنا في كل أمور حياتنا . فلا نغفل أيها الأحبة عن الدعاء.