محتويات
- أفضل أوقات استجابة الدعاء التي دلّنا عليها النبي صلى الله عليه وسلم
- أهمية الدعاء في حياة المسلم
- كيفية الدعاء وأفضل وقت لاستجابة الدعاء
- ما هي أفضل الأوقات لاستجابة الدعاء
الدّعاء سلاح المؤمن وحصنه المنيع من فتن الدّنيا ما ظهر منها وما بطن، خاصّة في عصرنا الذي نعيشه حيث اختلطت الأمور على العلماء فما بالك بعامة الناس، عصر طغت فيه الماديات على الرّوحانيات، وأحاطت بنا الفتن من كل جانب، حتى صرنا تائهين في الطّرقات في ظلام دامس ليس لنا من نور يضيء غير طلب الهداية من الله سبحانه من فوق سبع سماوات .
ضاقت بنا الدّنيا بما رحبت، واشتدّت من حولنا الكربات، وخنقتنا الأزمات، وغلبت علينا الأهواء والنّزوات، فكيف للمسلم في كل هاته الأهوال، أن يغفل عن الدّعاء؟ دعاء المسلم لربّه مُعين له على تخطّي أزمات الدنيا، والتّغلب على متاعبها، الدّعاء دفعٌٌ لوساوس شياطين الإنس والجن، والتي شغلها الشاغل هو جرّ المسلم إلى طريق الزّيغ والتّيه، والانحراف عن الطريق المستقيم.
الدّعاء هو همسات للبشر فوق الأرض، يسمعها ربّ السماوات ويجيب عباده المظلومين ولو بعد حين، أيها الأحبّة إن المرء في حاجة إلى الدّعاء كحاجته للماء، كلمات تخرج من أعماقنا، تبوح بما يجول في خواطرنا لله سبحانه وهو أعلم بها منّا، نظهر من خلالها ضعفنا أمام الجبّار ونطلب العفو من العزيز الغفّار.
الدّعوات ما هي إلاّ لجوء الموحّدين إلى الله تعالى بصدق، و قلوب منكسرة وأيدٍ مرفوعة تضرّعاً للمولى بنصرة مظلوم، أوبتفريج الهموم، أو رفع للكربات، أناس يطلبون من الله أن يجعل لهم من كل ضيق مخرجاً، فيخرجهم الله تعالى ممّا هم فيه بفضله وكرمه .
الدّعاء دأب الأنبياء والرّسل أعرف الخلائق بالله سبحانه وتعالى، أكثر من غيرهم من البشر، والصّالحين من بعدهم اقتفوا أثرهم في التّضرع إلى الله في كل نائبة تمرّ بهم، بل وطلب العون من القادر سبحانه على كل صغيرة وكبيرة في حياتهم، أفلا نكون مثلهم و نتسغلّ هذا الباب المفتوح على مصراعيه لرفع السّؤال إلى رب السّماء.
قبل أن نستعرض لحضراتكم أفضل أوقات إجابة الدّعاء، وجبت الإشارة إلى أنه من الضروري عند الدّعاء استحضار عظمة الله ورحمته بنا، واليقين بقدرته سبحانه على إجابة الدعاء، وتفريج الكربات، ودفع الأذى عن الداعي، ومن رحمته سبحانه أنه قال في قرآنه الكريم : " وَقَالَ رَبُّكٌمُ ادْعونِي أسْتَجِب لَكُم" {غافر 60}، لِنتأمّل هذه الآية، ففيها من اليُسْر الشّيء العظيم، الذي يُشجّع على الدعاء في كل وقت وحين وفي كل الظّروف، حيث ربط المولى سبحانه وتعالى الإستجابة لعباده بالدعاء فقط، دون وسيط بينك وبينه، ولا تقديم أي مقابل لذلك، فقط ادعوني أيّها العباد أسْتجب لكم، إنها رحمة الله التي وسعت كل شيء، فاللّهم وفّقنا للدّعاء آناء اللّيل وأطراف النّهار يا واحد يا قهّار.
أخْبرنا النّبي صلّى الله عليه وسلم بأفضل الأوقات لاستجابة الدعاء، وأشار لها في أحاديث عدّة، سنحاول أن نقتصر على أهمّها لتعمّ الفائدة: