محتويات
- العمل من المنظور الإسلامي
- كيف يكون العمل وسيلة للتقرب إلى اﷲ
"العمل عبادة" هذه هي المقولة التي طالما ترسخت في ذهننا ونحن صغار وعملنا بها ونحن كبار. فالعمل الصالح الذي يقوم به المسلم من أجل التقرب الى اﷲ ومن أجل انتفاع الناس به يكون أجره عظيم عند الله، فقد قال سبحانه وتعالى في هذا الصدد { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا ِّ من ذَكَرٍ أوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنحْيننه حَياة طَيبة وَلَنَجْزِينهم أجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانواْ يعلمون}
العمل الصالح يكون في الدنيا من خلال العيش الكريم و الحياة الطيبة، ويكون في الآخرة من خلال الأجر والثواب والمغفرة من اﷲ عز وجل. وبهذا اتضح أن الإسلام أعطى أهمية للعمل واعتبره عبادة يتقرب بها الإنسان المسلم الى اﷲ، ونظرا لأهميته فقد كان الأنبياء يعملون ومنهم من لا يأكل إلا من عمل يده، وكل الأعمال التي ينتفع بها المسلمون يؤجر عليها العامل، فلا فرق بين هذا العمل أو ذاك، فالرسول صلى اﷲ عليه وسلم عمل في بداياته راعيا للأغنام ثم بعدها احترف مهن التجارة، وإدريس عليه الصلاة والسلام كان خياطا و غيرهم من الأنبياء الذين اتخذوا العمل وسيلة لكسب الرزق والتقرب إلى اﷲ عز وجل في الوقت نفسه، ولا يجب على المسلم أن يجعل كفة العبادة تطغى على كفة العمل، كما أنه يستحسن عدم إهمال العمل والأسرة والواجبات المتعلقة بالحياة من اجل العبادة فقط، وقد أشار النبي صلى اﷲ عليه وسلم في حديث له الى ذلك فقال" لا رهبانية في الإسلام " والمقصود بذلك ضرورة الموازنة بين العبادة والعمل واعطاء كل واحد منهما وقته فكلاهما يؤجر عليه و يثاب على فعله.
من أجل التقرب إلى اﷲ سبحانه وتعالى عن طريق العمل، يجب أن يسير المسلم على الأخلاق الآتية:
وخلاصة القول إن العمل يعد أمرا هاما في حياة الإنسان، لأن من خلاله يتم إعالة أسر بأكملها ويوفر لهم المستلزمات الضرورية لاستمرار حياتهم على أحسن وجه، ولا يترك أفرادها عالة على المجتمع، كما أنهيمنعهم من مد يد المساعدة للأخرين، ولا يقتصر العمل على الرجل وحده بل حتى المرأة يمكنها أن تبحث عن قوت يومها بعمل مشروع لا يتنافى مع أخلاقيات الدين الإسلامي، فالاسلام لم يمنعها من مزاولة نشاطها التجاري أو الاقتصادي ما دامت تقوم بواجباتها تجاه بيتها وزوجها وأسرتها عموما.