التوبة طريقنا نحو النجاة

التوبة طريقنا نحو النجاة
بواسطة : محمود السماك | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • تعريف التوبة
  • شروط التوبة
  • كيفية التوبة

يقول الحق سبحانه وتعالى ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53]

من رحمة الله تعالى بنا أن جعل لنا سبيلاً للتوبة،  وطلب المغفرة والعفو منه سبحانه وتعالى، وعلينا أن نحسن الظن بالله ولا نيأس من رحمته، فمن أسرف في فعل الذنوب والمعاصي عليه بالندم وطلب المغفرة، فإن الله غفور رحيم بعبده التائب توبة صادقة خالصة لوجهه تعالى.

قال تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222] يبين لنا الله في هذه الآية الكريمة عظيم الثواب والأجر لمن تاب وأصلح، فيبشره بمحبته له، ومن أنعم الله عليه بحبه لا يناله أذى في الدنيا أو الآخرة.

تعريف التوبة

التوبة لغة: من تَوب أي ترك، والمقصود ترك الذنب.

التوبة اصطلاحاً: تركٌ الذنب، والعزم على عدم العودة إليه، والعمل على تكفيره.

التوبة النصوح: هي أن يعترف العبد بالذنب وارتكاب المعصية، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ)، وهنا يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نعترف ونقر بالذنب لله تعالى، وطلب مغفرته سبحانه لما في ذلك من الخير الكثير، فالتوبة هي عودة العبد إلى الله عز وجل، وترك المعاصي، وفعل الطاعات امتثالاً لما أمر الله به في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

شروط التوبة

الله سبحانه وتعالى فتح باب التوبة لقبول عباده التائبين العازمين بصدق على عدم الرجوع إلى المعاصي، وبشَّرهم بالعفو والمغفرة ومحو سيئاتهم ووعدهم الجنة، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [التحريم: 8]، وحتى تكون التوبة نصوحاً يغفر الله بها الذنوب لابد أن يتوافر فيها عدة شروط تنقسم إلى:

شروط التوبة من ذنب بين العبد وربه وهي:

1- الإقلاع عن الذنب.

2- الندم على فعل الذنب.

3- عقد النية، والعزم على عدم العودة إلى هذا الذنب مرة أخرى.

4- أن يرجو بها ثواب الله تعالى، والخوف من عقابه، لا أن يكون خوفاً من ذا جاه أو نفوذ.

5- أن تكون التوبة قبل غرغرة الموت أو قيام الساعة قال الله تعالى: ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآْنَ﴾ [سورة النِّساء آية: 18[.

ويجب أن تتوافر جميع الشروط السابقة في التوبة حتى تكون صحيحة، وينعم الله علينا بقبولها.

شروط التوبة من ذنب يتعلق بآدمي هي:

1- الإقلاع عن الذنب.

2- الندم على فعل الذنب.

3- عقد النية والعزم على عدم العودة إلى هذا الذنب مرة أخرى.

4- أن يرجو بها ثواب الله تعالى والخوف من عقابه، لا أن يكون خوفاً من ذا جاه أو نفوذ.

5- أن تكون التوبة قبل الموت أو قيام الساعة قال الله تعالى: ﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآْنَ﴾ ]سورة النِّساء آية: 18[.

6- إبراء نفسه من حق صاحب الذنب، ويتمثل ذلك في:

  • أن يرده إليه إن كان مالاً أو نحو ذلك.
  • أن يطلب العفو منه إن كان قذفاً أو ما شابهه.

كيفية التوبة

1- الإخلاص لله عز وجل، وصدق النية في التوبة.

2- معرفة أن اليوم الآخر حق، وتذكير النفس بأن الدنيا زائلة.

3- الإكثار من قراءة القرآن الكريم، وإقامة الصلاة في أوقاتها.

4- محاربة النفس الأمّارة بالسوء، والإصرار على ترك الذنوب والمعاصي.

5- التضرّع إلى الله تعالى بالدعاء للثبات على فعل الطاعات.

6- الإكثار من الاستغفار، والعبادات التي تعين العبد على التقوى والصلاح.

7- البعد عن كل ما يؤدي إلى ارتكاب المعاصي كالصديق الفاسد.

8- البحث المستمر عن الصديق الصالح الذي يعين على ذكر الله وحسن عبادته.

9- الخوف من غضب الله وعقابه، ورجاء مغفرته ورضاه.

10- البعد التام عن كل ما يثير الشهوات ويعين على المعصية.

وختاماً إن الله سبحانه وتعالى يغفر لعباده ما بدر منهم من الذنوب والآثام عند طلب التوبة والمغفرة، فإنه عز وجل يحيط عبده التائب بمحبته ورحمته، فعلينا بالتوبة الصادقة الخالصة لوجهه الكريم من كل فعل أو قول يغضبه جل جلاله.