الحج تعريفه وحكمه وشروطه

الحج تعريفه وحكمه وشروطه
بواسطة : محمود السماك | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • الحج تعريفه وحكمه وشروطه
  •  حكم الحج
  •  شروط الحج

تعددت الآيات القرآنية في الحج ومنها قوله تعالى (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) ﴿٩٧ آل عمران﴾، الحج جعله الله واجباً على القادر، أما غير القادر فليس عليه حرج، وفي الحديث الشريف عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ)، فالحج هو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وفرصة للعبد للرجوع إلى الله عز وجل، والتوبة من الذنوب والآثام وعقد النية على عدم الرجوع إليها، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ )، يشير الحديث إلى أن الحاج يعود كما ولدته أمه خالياً من الذنوب والمعاصي إذا لم يرتكب أثناء الحج ما يبطله من فسوق أو جماع.

الحج تعريفه وحكمه وشروطه

الحج في اللغة: القصد أي: قصد شيء عظيم، وحجّه: قصده.

الحج في الشرع: قصد زيارة بيت الله الحرام لأداء أحد أركان الإسلام، وهو أداء مناسك مخصوصة بطريقة مخصوصة بقصد عبادة الله عز وجل.

 حكم الحج

الحج واجب على الذي يستطيع أداءه مرة واحدة في العمر، ومن أداه أكثر من ذلك فهو تطوع. والدليل على وجوب الحج من الكتاب قوله تعالى (وأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (آية 27 سورة الحج).

الدليل من السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أيها الناس، قد فَرَض الله عليكم الحج فحُجُّوا)، فقال رجل: أَكُلَّ عامٍ يا رسول الله؟ فَسَكت حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو قلتُ: نعم، لوَجَبت، ولَمَا استطعتم)، ثم قال: (ذَرُوني ما تركتُكم؛ فإنما هَلَك مَن كان قبلكم بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم؛ فإن أمرتُكم بشيء، فَأْتُوا منه ما استطعتم، وإذا نَهَيتُكم عن شيء، فدَعُوه).

الدليل من الإجماع أجمع علماء الأمة الإسلامية بأن الحج واجب على كل مكلف، ومنكر ذلك جاحد كافر.

 شروط الحج

هناك مجموعة من الشروط الخاصة بفريضة الحج، وهي كالتالي:

1- الإسلام: لا يصح الحج من الكافر، وذلك لأن العبادات اختص بها المسلم فقط، لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).

2- العقل: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رُفِع القَلمُ عن ثلاثةٍ: عن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبي حتَّى يحتلِمَ، وعن المجنونِ حتَّى يَعقِلَ)، فلا يجب الحج على المجنون حتى يعقل ويفيق.

3- البلوغ: الحج لا يجب على الصبي الصغير الذي لم يبلغ الحلم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أَيُّمَا صَبِيٍّ حَجَّ ثُمَّ بَلَغَ الْحِنْثَ فَعَلَيْهِ الْحَجُّ حَجَّةً أُخْرَى، وَأَيُّمَا أَعْرَابِيٍّ حَجَّ ثُمَّ هَاجَرَ فَعَلَيْهِ أَنْ يَحُجَّ حَجَّةً أُخْرَى، وَأَيُّمَا عَبْدٍ حَجِّ ثُمَّ أُعْتِقَ فَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى)، ولو حج الصبي صح حجه ولكن لا يجزئه الإسلام.

4-  الحرية: الحج لا يجب على العبد المملوك، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (َأَيُّمَا عَبْدٍ حَجِّ ثُمَّ أُعْتِقَ فَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى)، أي يجب عليه إعادة الحج مرة أخرى.

5- الاستطاعة بالمال والبدن: إذا توافرت في المسلم الشروط السابقة يجب أن يكون قادراً على الحج وتنقسم القدرة إلى ثلاثة أقسام كالآتي:

أولًا: أن يكون المسلم قادراً بالمال والبدن، وفي هذه الحالة يكون الحج واجب.

ثانيًا: أن يكون المسلم قادراً بماله دون بدنه، فإن كان لعلة أو مرض لا يرجى الشفاء منه فعليه أن ينيب عنه أحداً قد سبق وحج عن نفسه أولاً، أما إن كان المرض يرجى الشفاء منه فعليه الانتظار حتى يشفيه الله تعالى.

ثالثًا: أن يكون المسلم قادراً ببدنه دون ماله، وفي هذه الحالة لا يجب عليه الحج.

6- أن يكون للمرأة محرم: لا يجب الحج على المرأة التي لا يوجد معها محرم في السفر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ إلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ)، ويتمثل المحرم في كلاً من الزوج أو أي ذكر تكون محرمة عليه تحريماً أبدياً.

قد تكون فريضة الحج للبعض فرصة ذهبية لتنقية النفس من الذنوب وتطهيرها، واللجوء لله وحده أملًا في الغفران والرحمة، نتمنى من الله أن يطهرنا جميعًا بحج بيته الحرام عاجلًا ليس آجلًا.