أسرار اسم الله الوارث

أسرار اسم الله الوارث
بواسطة : سجود علي | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • ذكر اسم الله الوارث في القرآن الكريم
  • أقوال العلماء في اسم الله الوارث

اسم الله الوارث من أسماء الله الحسنى التي وردت في الإسلام وذلك لأنها جاءت في القرآن الكريم، ويعني من يبقى بعد أن يفنى الخلق ويرث السماوات والأرض وما بينهما بعد أن يموت الخلق وينتهي، وقد يطلق على الإنسان مالاً من ميت في حال إرثه.

قال الله سبحانه وتعالى: " فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"، حيث سمح الله لعلو ذاته بالموازنة بين مخلوقاته لبيان أن الله من لا شئ خلق كل شئ، على عكس الإنسان الذي يخلق شيئاً من كل الأشياء، تلك هي الموازنة التي بين قدرة الله جل جلاله وعظمته.

قال الله تعالى عن نفسه: " خَيْرُ الْوَارِثِينَ"، فيجب على الإنسان أن يستعد لقاء ربه العدة اللازمة، قال تعالى في محكم آياته: " وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ" سورة القصص:58.

جاء في بعض الأبيات الشعرية:

كل مخلوق يمـــــوت ولا يبقى                 إلا ذو العزة والـــــــجبروت

والليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر      والعمر مهما طال فلا بد من  نزول القبر

وكـــل ابن أنثى وإن طــــالت سلامتــه        يوماً على آلة حـــــدباء محمول

فــــــإذا حملــت إلى القبــــور جنـــازة       فاعلم أنــــــــك بعدها محمول

ذكر اسم الله الوارث في القرآن الكريم

لم يذكر اسم الله الوارث في القرآن الكريم صريحاً مطلقاً مجرداً، وإنما جاء بصيغة جمع المذكر السالم في قول الحق جل جلاله:

  • "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ" سورة الأنبياء:89.
  • " وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ" سورة الحجر:23.
  • " وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ" سورة القصص:58.

كما ذكر بصيغة الفعل في موضع واحد من القرآن الكريم في الآية الأربعين من سورة مريم، قال تعالى: " إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ".

أقوال العلماء في اسم الله الوارث

  • قال الزجاج أن الوارث هو كل ما يتبقى بعد الذهاب، ويطلق عليه اسم وارث.
  • قال ابن جرير على قول الله تعالى أنه يرث الأرض ومن عليها، حيث أنه يميت كل المخلوقات ولم يتبقى حي سواه.
  • قال ابن الأثير أن الوارث هو من يرث الخلائق بعد أن يفنى الجميع.
  • قال أبو السعود في تفسير قول الحق تعالى: " إنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون" سورة الحجر:23، والمراد من قول نحن الوارثون هنا بمعنى من يبقى بعد أن يفنى الخلق جميعه، المالكون للملك بعد أن ينتهي زمان الملك، والحاكمون أولاً وأخيراً في الكل.
  • يقول الطبري في تفسير قول الله جل جلاله: " وكنا نحن الوارثين" سورة القصص:58.
  • قال الحليمي أن المعنى من الوارث هو الذي يبقى بعد أن يذهب الجميع إليه.
  • قال الزجاجي أن الله جل جلاله هو الوارث لجميع الخلق، حيث أن جميعهم يفنون ويبقى الله وحده لا شريك له، كما قال الله سبحانه وتعالى: " إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ" سورة مريم:40.
  • قال الخطابي أن الوارث هو من يفني جميع الخلق ويبقى هو، كما أنه من يسترد بعد موتهم موارثهم وأملاكهم، ولم يزل الله مالكاً باقياً لأصل كل شئ، يورثها لمن يشاء ويستخلف من أحب فيها.
  • قال البغوي في تفسير قول الحق سبحانه وتعالى: " وأنت خير الوارثين" سورة الأنبياء:89، وهذا ثناء على بقاء الله جل جلاله، بالإضافة لأنه أفضل من بقى حياً.