محتويات
- ورود اسم الله الحكيم في القرآن الكريم
- المفهوم الشرعي لاسم الله الحكيم
- حكمة الله سبحانه وتعالى في خلقه
الحكيم هو اسم من أسماء الله الحسنى، فسبحانه هو الحكيم في خلقه لا يسرع شيئاً سدى، ولا يخلق شيئاً عبثاً، له حكم الأولى والآخرة، قال الله جل جلاله: " وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ" سورة الأنعام:18.
الحكيم هو من يتصف بالحكمة الكاملة، كما أنه سبحانه واسع العلم والمطلع على الأمور بمبادئها وعواقبها،تام القدرة واسع العلم ذو الرحمة الغزيرة، فهو من يضع الأشياء في مواضعها وينزلها في المنازل التي تليق لها في أمره وخلقه، ولا يقدح مقال في حكمته.
والحكمة هي صفة لاسم الله الحكيم، فالله الحكيم هو من له الحكمة الكاملة التي تقترن بالعلم والسعة والحمد والعزة والخبرة والتوبة، والدليل على ذلك هو قول الحق سبحانه وتعالى: " العزيز الحكيم"، " الحكيم الخبير"، " العليم الحكيم"، " واسع حكيم"، " حكيم حميد"، " تواب حكيم".
ورد اسم الله الحكيم في القرآن الكريم مطلقاً علماً معرفاً كاسم من أسماء الله الحسنى في ثمان وثلاثين موضع، كما وردت صفة حكيم في أربعين موضع.
استوحت الحكمة من المعارف والعبادات والعلوم والشرائع والحدود السماوية التي نزلت، ومنها كان وحي الله جل جلاله لرسله وأنبياءه وكافة المخلوقات ومن شاء من عباده، لقول الحق تعالى: " يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ" سورة البقرة:269.
قال الله تعالى: " وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ" سورة النساء:113، والهدف من التبيان هنا هو شرح وتفصيل آيات القرآن والإجابة على ما يدور في أذهان الخلق من أسئلة، وكذلك الدعوة إلى سبيل الله: " ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ" سورة النحل:125، وأسلوبها كما جاء في قول الحق تعالى: " وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" سورة النحل:125.
بالإضافة لأن الله سبحانه وتعالى أمر لنساء النبي صلى الله عليه وسلم بأن ينقلوا ما يسمعونه ويرينه للناس عن نبينا الكريم في بيته، قال الله تعالى: " وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا" سورة الأحزاب:34.
خلق الله تعالى الخلق بالحق واشتمل على الحق، وغايته والقصد منه هو الحق، فلو اجتمعت عقول الخلق جميعاً ليقترحوا مثل خلق الله جل جلاله أو ما يقاربه، ما قدروا على فعله من إتقان وانتظام وحسن. هذا أمر معلوم لا يوجد به جدال لعظمته سبحانه وكمال صفاته وحكمته المتتبعة في الأمر والخلق، كما أنه جل جلاله تحدى عباده حيث أمرهم أن ينظروا ويمعنوا النظر ويتأملون في وجود نقص أو خلل في الخلق، ولكن الجميع رجع متخاذلاً وعاجزاً عن انتقاد أي شئ.