كيفية الوضوء الأكبر عند الرجل بعد الجنابة

ماهي الجنابة

الاغتسال من الجنابة فرض عين على كل مسلم، والجنابة في الإسلام مانع مادي يصيب جسم المسلم فيمنعه من الصلاة حتى يتطهر منه، وسنتكلم في هذا المقال عن كيفية الغسل من الجنابة عند الرجل، بعد أن تحدثنا في مقال سابق عن كيفية غسل المرأة من الحيض.

الجنابة عند الرجل هي خروج المني بشهوة أثناء جماعه بزوجته، وقد يحدث أيضاً من خلال النظر إلى أمر مثير أو التفكير به بلذة، ما ينتج عنه خروج ماء الرجل من عضوه التناسلي، قد يحدث ذلك أيضاً عند الاحتلام، حيث يستيقظ الرجل فيجد بللاً بثيابه الداخلية نتيجة خروج المني أثناء نومه، وبذلك يصير الرجل جنباً، الشيء الذي يستوجب الغسل من الجنابة.

كما يتوجب الغسل للزوجين إذا ما أدخل الرجل رأس القضيب أو ما يسمى بالحشفة في فرج المرأة، وإن لم يكن هناك إنزال للمني، فيسمى الرجل لحظتها جنباً فيغتسل من الجنابة قبل الصلاة أو الطواف أو لمس المصحف الشريف.

وجوب الوضوء الأكبر من الجنابة للرجل 

كيفية غسل الجنابة عند الرجل؟ سؤال على كل مسلم أن يعلم إجابته، فالطهارة من الإيمان ولا يجوز لمن مسته جنابة أن يصلي حتى يغتسل منها، ووجوب الوضوء الأكبر من الجنابة للصلاة جاء صريحاً في القرآن، قال الله تعالى في كتابه العزيز: "لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا".

 بل من الأفضل الإسراع في الاغتسال من الجنابة حتى يتمكن المسلم من تأدية الصلاة في وقتها، والتي تعتبر من أهم الفرائض اليومية التي يتوجّب على المسلم الحرص الشديد على تأديتها جماعة بالنسبة للرجال.

كما يحرم على الجنب مس المصحف أو الطواف بالكعبة المشرفة، ولا يجوز له دخول المسجد أو الاعتكاف به. تلك عبادات تحول الجنابة بينها وبين الرجل المسلم حتى يغتسل منها كما سنرى في الفقرة القادمة.

كيفية الغسل من الجنابة عند الرجل

في الحديث الذي رواه مسلم، في صحيح مسلم أن السّيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها روت في ذكر غُسل رسول الله - عليه الصّلاة والسّلام - من الجنابة قولها: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ. ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ. ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ. ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ. ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ. وفي رواية: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، فَبَدَأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَديثِ أبِي مُعَاوِيَةَ ولَمْ يَذْكُرْ غَسْلَ الرِّجْلَيْنِ).

والحديث الشريف فيه عبرة  قبل الحديث عن طريقة الغسل من الجنابة، حيث أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت حريصة على أن توضح للمسلمين كيفية غسل النبي صلى الله عليه وسلم من الجنابة حتى يقتدي به كل مسلم من بعده ويمكن تلخيص اغتسال الرجل من الجنابة كالتالي:

يكون غسل الرجل من الجنابة بماء طاهر ليس فيه خبث، ويشرع أولاً وقبل كل شيء وكما في سائر العبادات باستحضار النية قبل الوضوء الأكبر من الجنابة، ويبدأ باسم الله بغسل كفيه بالماء وينتقل إلى غسل عضوه التناسلي جيداً ، ويكون ذلك باليد اليسرى التي تتولى مهمة الدلك، أما اليمنى فلا تمس قضيب الرجل وإنما يستعملها لسكب الماء، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة مع غسل شعر الرأس ثلاث مرات وإيصال الماء إلى جذور الشعر. وفي الأخير يسكب الماء على سائر الجسم ابتداء من الشق الأيمن من الجسد، ثم يليه الشق الأيسر. ثمّ يتم استحمامه بصفة عادية.

هكذا يخرج الرجل من الجنابة طاهر البدن، خفيف الروح للعبادة، مما يفتح له باب الصلاة وقراءة القرآن الكريم وسائر العبادات التي كانت محرّمة عليه قبل الغسل من الجنابة.