سوء الظن بالآخرين

سوء الظن بالآخرين
بواسطة : محمود السماك | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • ما المقصود بسوء الظن
  • مظاهر سوء الظن

 خلق اﷲ الإنسان وجعله في الأرض و وضع له كل السبل الممكنة للعيش الكريم والتواصل مع الآخرين، كما أعطاه عقلا يميز به بين الأشياء الإيجابية و السلبية، لكن في الآن نفسه وضع له حدودا أمره بعدم تجاوزها أو القيام بالأمور التي تخرجه عن طاعة اﷲ وطاعة أنبيائه،  ومن الأشياء التي أمرنا بتركها والإبتعاد عنها. سوء الظن وهو بطبيعة الحال أمر مذموم يخلق الصراعات بين الناس ويكسر أواصر العلاقات فيما بينهم. ومن الآيات التي تحث على إجتناب هذه الآفة ما جاء في سورة الحجرات الآية 13 حيث قال اﷲ تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا "

ويتضح بعد قراءتنا للآية الكريمة أن اﷲ سبحانه وتعالى دعا إلى ضرورة اجتناب الكثير من الظن وأكد أن القليل منه يعد إثما  ويجب الإبتعاد عنه.

ما المقصود بسوء الظن

 سوء الظن هو  اعتقاد الشر بالناس ويكون من خلال القلب، ولكن في حالة كثرة الظن. يمكن أن يظهر ذلك على الإنسان انطلاقا من تصرفاته ويمكن أن يفصح للأخرين عن اعتقاده هذا. وبالتالي فإن سوء الظن يمكن اعتباره اتهاما للناس بفعل أشياء يمكن أن تكون حقيقية في الواقع ويمكن أن تكون مجرد أوهام لا أساس لها من الصحة.  وقد وردت أحاديث كثيرة عن الرسول صلى اﷲ عليه وسلم يحث فيها أصحابه بالإبتعاد عن سوء الظن، ومن بينها  ما جاء على لسان  أبي حازم حيث قال: { لما نظر رسول اﷲ عليه الصّلاة والسّلام إلى الكعبة، قال: مرحبا بك من بيت، ما أعظمك وأعظم حُرْمَتك، ولَلْمؤمن أعظم حُرْمَة عند اﷲ منكِ،  َّ إن اﷲ َّ حرم منكِ واحدة،  َّ وحرم من المؤمن ثلاثًا: دمه، وماله، وأن يظن به َّ ظن َّ السوء}

مظاهر سوء الظن

 هناك الكثير من تجليات سوء الظن وأبرزها:

سوء الظن باﷲ الواحد الأحد

ويكون من خلال الكثير من الأمور، ولعل أبرزها، اعتقاد المسلم أن اﷲ سبحانه وتعالى لن یغفر له أبدا لخطإ قام به، وأن العذاب سيطاله لا محالة، فهذا الأمر يدخل ضمن سوء الظن باﷲ عز وجل و يتوجب على المسلم التراجع عن هذا الاعتقاد وملء قلبه بالإيمان والطمأنينة  ومعرفة أن رحمة اﷲ وسعت كل شيء.

سوء الظن بعامة المسلمين

 هذا الأمر يكون من خلال اتهام الناس بأشياء لم يراها الشخص بأم عينيه وإنما فقط نتيجة بعض التهيئات وبعض الإعتقادات الصادرة  عن خياله دون الإستناد الى حقائق واقعية وصادقة. وهذا الشيء يمكن أن يؤدي إلى خلق العداوة بين المسلمين. ومن أمثلة سوء الظن بالمسلمين كأن يرى الشخص رجلا بخلوة مع امرأة ويتهم ذلك الرجل بالزنا والقيام بالفاحشة دون معرفة  ما إذا كانت المرأة تنتمي إلى محارمه وأهله. وهذا بطبيعة الحال سيكون ظلما للرجل وانتهاكا لحقوقه.