أثر اسم الله الرافع

أثر اسم الله الرافع
بواسطة : سجود علي | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • معنى اسم الله الرافع
  • ذكر اسم الله الرافع في القرآن الكريم
  • أثر اسم الله الرافع على عباده

الرافع من أسماء الله الحسنى، وكما يقول الخطابي وذكرنا لاحقاً بشأن الدعاء بهذا الاسم أنه لا بد من أن يأتي مقترناً باسم الخافض فنقول الخافض الرافع، فالخافض هو من يذل المتكبرين الفراعنة ويخفض الجبارين، والرافع هو من يعلي مراتب أولياءه وينصرهم على من يعاديهم وهو من يرفعهم بطاعته ويجعل لهم العاقبة، فلا يعلو إلا من رفعه الله، ولا ينخفض إلا من خفضه ووضعه والرافع هو الذي يعلي الأقدار.

كما قال الحليمي في "الأسماء والصفات" للبيهقي أنه لا يصح أن يأتي اسم الله الرافع منفصلاً عن اسم الله الخافض في الدعاء خاصة.

معنى اسم الله الرافع

الرافع هو الله سبحانه وتعالى الذي بكرمه يرفع أوليائه بنصرهم على أعدائهم، كما أنه يرفع الحق ويرفع المؤمنين بالسعادة والصالحين بالتقرب.

ويقال اسم الرافع مرة في الأشياء التي وضعت في حين تتحرك وتعلو عن مقرها، كما جاء في قوله تعالى: " الذى رفع السموات بغير عمد ترونها" سورة الرعد ، ومرة أخرى يذكر هذا الاسم في البناء في حالة أنها طولته، كما جاء في قول الحق عز وجل: " وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل"، ومرة يذكر للدلالة على الذكر كما قال تعالى: " ورفعنا لك ذكرا" سورة الشرح، وبالأخير للمنزلة كما قال الله سبحانه وتعالى: " ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات" سورة الزخرف:32.

ذكر اسم الله الرافع في القرآن الكريم

ورد اسم الله الرافع في القرآن الكريم ولكن ليس صريحاً، بل جاء إما فعل أو صفة، كما ورد في قول الحق تعالى: "إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ، لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ، خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ" سورة الواقعة، والمراد من خافضة هنا هو خفض بعض الأقوام في الجحيم في أسفل سافلين، على عكس أقواماً أخرى يرفعهم في جنات النعيم إلى أعلى عليين وهذا هو المقصود من كلمة رافعة في الآية الكريمة.

قال الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في محكم آياته: "وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ" سورة الشرح:4، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى رفع سيرته وذكره سواء في الدنيا أو الآخرة، ويقول سبحانه وتعالى في سورة الزخرف: "نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ".

وورد بصيغة الفعل في سورة يوسف حيث قال: "نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ"، وقال أيضاً في الآية الحادية عشر من سورة المجادلة: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ".

أثر اسم الله الرافع على عباده

من يرزقه الله السعاده يرفع من قدره وذلك برفع إرداته عن الشهوات الذميمة، ويرفع مشاهدته عن كل تخيل أو إحساس غير سليم، بالإضافه لأنه سبحانه يرفعه في منزلة الملائكة المقربيين.

الرافع هو من تجلى باسمه فرفع السماء من غير عمد، فنجد هنا أنها عملية مادية ومعنوية أيضاً، ويرفع ذكر رسولنا صلى الله عليه وسلم، حيث في الوقت الذي يستقيم فيه الإنسان ويظهر إخلاصه لله سبحانه وتعالى، تصبح له مكانة في المجتمع كبيرة جداَ، تعلو مرتبته العلمية واحترافيته واختصاصه، حيث كان أحد العلماء في القدم يعمل نجاراَ، ولكن نجد مكانته الكبيرة الراقية التي ظهرت في المجتمع مؤخراً.

قال الخطابي بشأن هذا الدعاء عن هذا الاسم أن الرافع هو الذي رفع من مراتب أولياءه وعلوها ونصرهم على من عاداهم، منا أنه جعل لهم العاقبة ولا يرتفع إلا من يريد الله أن يرفعه كما ينطبق هذا الكلام في اسم الله الخافض.