محتويات
- التفاعل الاجتماعي
- مراحل التفاعل الاجتماعي
- تفسير بعض العلماء للتفاعل الاجتماعي
يشير التفاعل الاجتماعي إلى تلك العمليات المتبادلة بين طرفين اجتماعين فردين أو جماعتين صغيرتين أو فرد وجماعة صغيرة أو كبيرة في موقف أو وسط اجتماعي معين، بحيث يكون سلوك أي منهما منبهاً أو مثيراً لسلوك الطرف الآخر، ويتم هذا التفاعل عادة عبر وسيط معين، حيث يتم من خلال ذلك تبادل رسائل معينة ترتبط بغاية أو هدف محدّد. وتتخذ عمليات التفاعل أشكالاً ومظاهر مختلفة تؤدي إلى علاقات اجتماعية معينة، وتتم عمليات التفاعل الاجتماعي عبر وسائط متنوّعة يمكن حصرها في:
· وسائط لفظية: تتمثل في أنواع الكلام وأشكاله وأنماطه.
· وسائط غير لفظية: تشمل كل ما هو غير لفظي ويُشكّل مثيراً لاستجابات سلوكية.
وتختلف دلالة وقيمة هذه الوسائط بالنسبة لعمليات التفاعل الاجتماعي ونتائجها من مجتمع لآخر، ومن ثقافة لأخرى، ومن جماعة لأخرى، وحتى من فرد لآخر.
يرجع العالم سكينر Skinner عملية التفاعل الاجتماعي إلى نظرة المثير والاستجابة وما يرتبط بها من تعزيز وتدعيم وتكرار، حيث ترى المدرسة السلوكية أنّ الأفراد يَتلقّون في محيطهم الاجتماعي تأثيرات ومنبهات فيستجيببون لها بشكل بعيد عن السلبية، بحيث يُشكّل سلوك الواحد مثيراً لسلوك الآخر وهكذا فكل فعل يؤدي إلى استجابة أو استجابات في إطار عملية تبادلية للمثيرات والاستجابات.
ويرى Skinner أنّ الإنسان بطبعه يميل إلى تكرار السلوك أو الاستجابة التي تُحقّق له هدفاً أو تُلبّي حاجته. ويلعب التعزيز دوراً أساسياً في تنشيط عملية التفاعل الاجتماعي وتكوين الاتجاهات والعلاقات الاجتماعية، فعملية النماء الاجتماعي هي حصيلة تعلم أنماط السلوك المختلفة التي تم تعزيزها فتكررت حتى أصبحت جزءاً من شخصية الفرد أو الجماعة.
من خلال عمليات التفاعل الاجتماعي يحاول الفرد الإقدام على نشاطات وخبرات ذات آثار سارة، وتجنب الخبرات المتبوعة بآثار مؤلمة، وهذا يشير إلى أهمية هذين النوعين من الخبرات في ضبط السلوك وتعديله. وقد يكون التعزيز من أكثر العوامل تأثيراً في سلوك الفرد نظراً لقدرته على تشكيل السلوك وتقويته وتعديله. فمن خلال التعزيز يُمكن تطوير أنماط سلوكية جديدة، وتعديل أو تقوية أنماط سلوكية قائمة. وبذلك يُمكن القول بأنّ التعزيز حادث أو مثير يؤدي إلى زيادة احتمال حدوث الاستجابة موضوع التعزيز مستقبلاً. بهذا النمط من التفاعل الاجتماعي يتم التعلم ومن خلاله تتشكل شخصية الفرد و يتم اندماجه في المجتمع بشكل أو بآخر حسب طبيعة ونوعية التفاعل.
يَعتمد Newcomb في تفسيره للتفاعل الاجتماعي على "مبدأ التشابه والتوازن". ومن خلال هذا المبدأ اقترح Newcomb ثلاثة أساليب في تفسير التفاعل الاجتماعي:
إنّ فهم تفسير Newcomb للتفاعل الاجتماعي يتضح بالرجوع إلى نظريته التي أطلق عليها "نظرية " ABX " للتجاذب، إذ يرى Newcomb أنّ نمطاً من العلاقة المتوازنة يسود بين شخصين متفاعلين عندما تتشابه اتجاهاتهما أو آرائهما بالنسبة لشيء معين. وأنّ نمطاً من العلاقة المتوترة، غير المتوازنة، تنشأ بين الطرفين المتآلفين إذا كان كل منهما يحمل أفكاراً واتجاهات متباينة نحو طرف ثالث مشترك. وينشأ كذلك نمط من العلاقة غير المتوازنة بين طرفين غير متآلفين حتى ولو كانا متشابهين في مواقفهما وكذلك اتجاهاتهما بالنسبة للطرف الثالث.
إنّ نظرية Newcomb في تفسير التفاعل الاجتماعي والمبنية أساساً على مدى ما يحقّقه الفرد من ارتياح وإشباع على مستوى التآلف والتشابه والتوازن العلائقي،ً قد خضعت للدراسات التجريبية ممّا يبين أهميتها العلمية في علم النفس الاجتماعي،ً فتفسير Newcomb للتفاعل بين بشكل ملموس كيفية تحقيق الاندماج الاجتماعي.
ومن هذا يتبين أنّ تفسير التفاعل الاجتماعي يأخد عدة أوجه كل عالم حسب منظوره الخاص. ويبقى الإنسان كائن اجتماعي بطبعه.