مفهوم التخلف

التخلف

يُعتبر مصطلح التخلف من المصطلحات الشائعة في العالم وخاصة في المجتمعات التي تعرف تدنياً على المستوى الثقافي والاقتصادي، وقد شاع مصطلح التخلف بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وعندما حصلت الدول على استقلالها، وذلك لعدم قدرة هذه الأخيرة على إدارة شؤونها، وتحسين وضعيتها إلى ماهو أفضل.  

التخلف هو عكس كلمة التقدُّم، حيث يفيد بعدم قدرة الدول على تحقيق مصالحها الشخصية والوصول لمرحلة التطوير المبتغاة نتيجة عدم القدرة على الاستغلال الأمثل لمصادرها ومواردها. وتتعددد أسباب التخلف كما تتعدد أشكاله، وذلك ما سنتطرق له من خلال هذا المقال.

أشكال التخلف

هناك أشكال متعددة للتخلف منها:

•  التخلف الفردي: يتمثل في تأخر الفرد بإمكانياته وقدراته عن غيره ممن حوله، وذلك بسبب ضعف قدراته الإدارية أو الذهنية.
• التخلف السياسي: يتمثل في تخلّف الدول في إدارة شؤونها الداخلية والخارجية.
• التخلف الاقتصادي: يتمثل في تبعية الدولة إلى غيرها من الدول وعدم قدرتها على استغلال مواردها الاقتصادية بشكلٍ مثالي، وبالتالي عدم القدرة على الاعتماد على ذاتها.
• التخلف الاجتماعي: يتمثل في عدم قدرة جماعة معينة أو فرد معين على إدارة شؤونه الاجتماعية، أو بروز بعض المظاهر المتخلفة التي تساهم في رجعية الدولة في الشأن الاجتماعي وإصابة قيمها بالخراب الأخلاقي.
• التخلف الأخلاقي: يتمثل في وجود بعض القيم والسلوكات الغير أخلاقية والتي تسهم في ضرر المجتمع والفرد.

مظاهر التخلف

• انتشار الجهل والفقر: يؤدي التخلف إلى انعدام الاهتمام بالشأن التعليمي، وبالتالي يصبح المجتمع خالياً من المعارف والعقول النيِّرة، ممّا يساهم في الفقر .
• العنف وما يولِّده من حقد وكره اجتماعي: يؤدي التخلف إلى انتشار العنف، لأنّ الناس تواجه الكثير من المشاكل والصعوبات،  ويساهم ذلك من الناحية النفسية في كثرة الضغوط الحياتية.
• انحدار الاهتمام بالصحة: يساهم التخلف في تدهور القطاع الصحي، وذلك لقلة المستشفيات والمستوصفات الضرورية للاهتمام بهذا المجال.
• تفشي السرقة والتسول: الضعف الاقتصادي وزيادة التبعية تعمل على تفشي السرقة والتسول.
• تدهور القيمة الذاتية أمام الآخرين: سواء كان التخلف يصيب الفرد أم الجماعة أم الدولة، فإنّ هذا يساهم في تدهور الشخصية الذاتية وإصابتها بالإحباط والفشل.

أسباب التخلف

تتمثّل أسباب التخلف في كثير من الأمور التي تؤدي إلى التراجع الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو السياسي، أو الأخلاقي، أو الفردي:

• الحرب العالمية الثانية: يُعتبر انتهاء الحرب العالمية الثانية وحصول الدول على استقلالها السبب الأول في انتشار مصطلح التخلف، وإصابة بعض المجتمعات والدول بالتخلف لعدم قدرتها على إدارة ذاتها ومواردها الدولية.
• الاحتلال والقمع: يعتبر الاحتلال والقمع من الأسباب الرئيسية لنشر التخلف، وذلك من خلال منع استغلال الموارد والقدرات.
• الجهل الفكري: يُعدّ الجهل الفكريّ أكثر الأسباب التي تؤدي إلى التخلف، لأنّ التفكير الخاطئ يؤدي لارتكاب الجرائم.
• الضعف الإيماني: إنّ الإنسان الذي لا يتحلى بأخلاق الإيمان ويتمتع بإيمان ضعيف، يمكن أن يرتكب الكثير الأمور اللاأخلاقية والتي تساهم حدوث التخلف.

طرق الحد من التخلف والسيطرة عليه

الوسائل التي تؤدي لحظر التخلف والسيطرة عليه كثيرة ومتنوعة، ولكن تحتاج لإدارة سليمة وإرادة قوية، 
وأهمها ما يلي:

• مواجهة الاحتلال وقمعه.
• تشكيل نظم سياسية تتمتع بقدرات إدارية عالية.
• تهذيب النفس بالأخلاق الحميدة.
• الاهتمام بالعلم والتعليم والعلماء.
• محاولة مكافحة جميع أنواع التخلف من خلال وسائل الإعلام.