العلاقة العلاجية بين المريض والمعالج

العلاقة العلاجية بين المريض والمعالج
بواسطة : سومية ادريسي حسني | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • العلاقة العلاجية بين المريض والمعالج
  • التعاون العلاجي

العلاقة العلاجية بين المريض والمعالج

تَلعب العلاقة العلاجية  دوراً أساسياً وثابتاً في نتائج العلاج النفسي، بغض النظر عن نوع العلاج" فالعلاقة العلاجية قد تكون سبباً في تحسن المفحوصين أو فشلهم في ذلك.

وحسب الدكتور "جون نوركروس ": أستاذ جامعي في علم النفس و الطبّ النفسي ، وعالم نفسي إكلينيكي معتمد في العلاج النفسي و تغيير السلوك،عمل كرئيس قسم العلاج النفسي بالجمعية الأمريكية لعلم النفس: APA .

التعاون العلاجي

حيث يقول أن " التعاون العلاجي يتجلّى في قوة وجود العلاقة التعاونية بين المعالج و الزبون ، من خلال الاتفاق على أهداف العلاج ، الاتفاق على المهام و التمارين المعتمدة في العلاج ، و على أسس العلاقة بينهما".

فالتعاون العلاجي يمثّل جزءاً أساسياً في العلاقة العلاجية ، حيث أظهرت الأبحاث مراراً و تكراراً أن التعاون العلاجي يلعب دوراً مهماً جداً في عملية التغيير.

وحسب الباحث "يونغ"  Youngو" كول" Coll : "فإنّ كل العلاجات النفسية و خصوصاً العلاج المعرفي السلوكي ، يعتمد على تأسيس علاقة علاجية إيجابية بين المعالج والمفحوص. وهي الأساس الضروري للتغيير".

و يرى -" أرون بيك" Aron Beck "مؤسس العلاج المعرفي السلوكي : "أن العلاقة العلاجية في العلاج المعرفي ترتكز على أن يعمل كلا الطرفين على حل مشكل واحد، من خلال التغيير المعرفي للشخص" .

بينما يرى "جان كوتروJean Cottraux" ": أن التعاون العلاجي شرط ضروي لاغنى عنه ، والتعاون العلاجي يسهل بناءه مع الأشخاص القلقين  الذين يعانون من اضطرابات القلق:(قلق، وسواس، رهاب، نوبات هلع)، ويصعب بناءه مع الأشخاص المكتئبين، بل يصعب تثبيته و استمراره مع الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية.

من هنا نستنتج أن : نجاح المعالج أو الاستشاري النفسي في بناء التعاون العلاجي يؤدي لنجاح العلاقة العلاجية وبالتالي الحصول على نتائج إيجابية في تحسن الفرد نحو الأفضل، والعكس صحيح، إذا فشل المعالج أو الاستشاري النفسي في بناء التعاون العلاجي سيؤدي ذلك لفشل العلاقة العلاجية , وبالتالي الحصول على نتائج سلبية وعدم تحسن الفرد .

بعد معرفة أهمية التعاون العلاجي في العلاقة العلاجية (جلسات العلاج النفسي)،  فما هي شروط التعاون العلاجي و مكوناته ؟ و كيف يتم بناءه مع المفحوص أثناء الجلسات النفسية ؟

حسب الدكتور Charly Cungi : طبيب نفسي مختص في علاج الإدمان و التوتر , ففي الحياة اليومية وعند أول اتصال مع الآخر تظهر عدة مكونات تواصلية منذ اللحظة الأولى، كالثقة أو عدم الثقة، الانجذاب أو العدوان... وفي العلاج النفسي أو الجلسات النفسية يحدث الأمر نفسه ، حيث يلاحظ المريض سلوكات المعالج من أجل أخذ فكرة عنه ، وفكرة عما سيقوله، وذلك لمعرفة هل سيثق به أم لا. وفي نفس السياق فإن المعالج أو الاستشاري النفسي يفعل نفس الأمر مع المريض أو المفحوص. فالعلاقة العلاجية تبدأ من أول اتصال مع المريض أو المفحوص، وتستمر معه في كل الجلسات،

لتصبح أداة ضرورية في العلاج النفسي. مثل فريق مكون من عدة أعضاء، أو باحثين يعملون معاً من أجل الوصول لهدف معين أو حلّ مشكل ما. وبالتالي فالعلاقة التعاونية ما بين المعالج و المريض هي الخطوة الأولى في عملية العلاج النفسي ,  فإذا لم تكن موجودة فإن العلاج  والتحسن لا يبدأ ولا يستمر .

مما يجعل العلاقة التعاونية ضرورية جداً حيث ينبغي اعتمادها و بناءها و المحافظة على تطبيقها على طول الجلسات العلاجية ، من المقابلة الأولى مروراً بجلسات التشخيص , و تحديد مشاكل المريض أو المفحوص

إلى انتهاء العلاج، وفي حالة العكس فإن العلاج يتوقف.

وفي هذا الصدد فقد أكّد عالم النفس المشهور  "كارل روجز" على ضرورة وجود علاقة علاجية ناجحة , حيث اعتبر المفحوص بمثابة زبون يجب التعامل معه بشكل فيه تعاطف وتقبل وإدراك المشكل من منطلق المفحوص، وليس من منطلقه.