اسم الله الرحيم

اسم الله الرحيم
بواسطة : سجود علي | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • اسم الله الرحيم
  • ورود اسم الرحيم في القرآن الكريم
  • ورود اسم الرحيم في السنة
  • أقوال بعض العلماء عن اسم الرحيم
  • خصائص اسم الرحيم

اسم الله الرحيم

الرحيم هو الاسم الثاني من أسماء الله الحسنى، وهو صيغة مبالغة من الفعل رحم، كما أنه يدل على رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده بل هو الأرحم بهم، ومن خلال هذا الاسم نستدل على الرحمة التي يحظى بها المؤمنون، فنجد أنّ الرحمة بنيت على كلمة رحمن في "الرحمن الرحيم" حيث تشير إلى الكثرة، كما أنها تشمل المخلوقات كافة، وهذا يدل على أنّ رحمته تعالى وسعت كل شيء، وجاء اسم الرحيم بعد الرحمن لأنه خاص بالله سبحانه وتعالى فقط لا أحد سواه ولا يمكن أن يتسمى به أي إنسان، على نقيض اسم الرحيم الذي يتسمى به الأشخاص فهذا الاسم يحمل العديد من الصفات المستحب تواجدها في البشر بشرط أن يكون اسم علم فقط وألا يلاحظ فيه المعنى الذي اشتق منه.

ورود اسم الرحيم في القرآن الكريم

ورد اسم الرحيم في القرآن الكريم مطلقاً غير مضاف، ومعرفاً بأل، ومنوناً، كما جاء في ستة مواضع مقترناً باسم الرحمن، وهذا الاسم لا يأتي في الغالب بمفرده حيث اقترن بالعديد من الأسماء الأخرى مثل التواب، الغفور، العزيز، الودود والرؤوف، والمغزى من وروده مقترناً بتلك الأسماء هو خصوصية الرحمة التي يدل عليها اسم الرحيم بالمؤمنين، وكذلك شمول هذه الرحمة بكل الخلائق في الدنيا، ولكنه بالنهاية رحيم بالمؤمنين لا غير.
ذُكر اسم الرحيم في البسملة، بالإضافة إلى بعض الآيات كما في قوله تعالى: "سَلَامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍ رَحِيم" سورة يس:٥٨، وأيضاً في قوله: "نَبِئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" سورة الحجر:٤٩، وفي قوله تعالى: "تَنْزِيلٌ مِنَ الرًّحْمَانِ الرَّحِيمِ"سورة فصلت:٢.

ورود اسم الرحيم في السنة

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: "إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم"،وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: "قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم". متفق عليه
 

أقوال بعض العلماء عن اسم الرحيم

قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي: "الرحمن، الرحيم، الجواد، الوهاب، البر، الرؤوف والكريم، بين تلك الأسماء تقارب في المعنى، وهي تعني أنّ الله يتصف بالرحمة والجود والكرم، وأنه تعالى اختص المؤمنين بهذه الصفات على حسب ما تقتضيه حكمته، كما ورد في القرآن الكريم: "وَاكْتُبْ لَنَا فِي هذه الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ" سورة الأعراف:١٥٦، فكل هذه النعم ما هي إلاّ من رحمة الله وكرمه وجوده على عباده.

خصائص اسم الرحيم

قد يطلق اسم الرحيم على غير الله أيضاً، حيث قال تعالى في محكم كتابه: "وَكَانَ بِالمُؤمِنِينَ رَحِيماً". سورة الأحزاب:٤٣. فاسم الرحيم خاص بالمؤمنين فقط وهي ممتدة من بعدهم لذريتهم أيضاً، ويدل اسم الله الرحيم علمياً على ذات الله ووصفياً على الذات والصفة أيضاً وهي صفة رحمة الله سبحانه وتعالى، كما أنّ هذا الاسم يدل على أنّ الله خلق المؤمن ليسعده ويرحمه، قال تعالى: "وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا" إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ"هود:٤١، فتلك الآية توضح أنّ الله نجاهم من الغرق وأنه رحيم بعباده.

يقول ابن القيم أنّ صفة الرحمن تدلّ على تعلقها بالمرحوم، فكان الرحمن للوصف والرحيم للفعل، فالرحمن هو الذي يتصف بالرحمة ولكن الرحيم هو الراحم بعباده وبرحمته، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إنّ الله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطش الوحش على ولدها، وأخّر الله تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة).