المسيرة الخضراء المغربية

المسيرة الخضراء المغربية
بواسطة : الغازي بلغازي | آخر تحديث : 2020/05/20

محتويات

  • أسباب المسيرة الخضراء المغربية
  • تنطيم المسيرة
  • انطلاق المسيرة
  • نتائج المسيرة الخضراء

 

أسباب المسيرة الخضراء المغربية

في عدّة مناسبات كانت السلطات المغربية تطالب من السلطات الإسبانية بأحقيتها على الأقاليم الجنوبية والصحراء المغربية، وفي نهاية الأمر أحال المغرب القضية لمحكمة العدل الدولية للبث فيها، وقد أقرت محكمة العدل الدولية بوجود روابط تاريخية وقانونية تشهد بولاء القبائل الصحراوية لسلطان المغرب، وبعد عدّة لقاءات ومباحثات بين مسؤولين مغاربة وإسبان لم يتم التوصل لأيّ نتيجة، بل بالعكس من ذلك أصرّ الإسبان على التمسك بصحراء المغرب ولو اقتضى الأمر المواجهة المسلحة، وكان وقتها 35 ألف جندي إسبانيٍّ يقفون على الحدود الفاصلة بين المغرب والصحراء.

 

تنظيم المسيرة

قرّر الملك الراحل الحسن الثاني تنظيم مسيرة سلمية ضخمة أعطاها اسم المسيرة الخضراء، وذلك احتجاجاً على الاحتلال الإسباني للأقاليم الجنوبية وللضغط على الطرف الإسباني وإجباره على الانسحاب من الأراضي المغربية، حيث فتحت مكاتب التسجيل في كل الأقاليم المغربية لاستقبال طلبات المتطوعين الذين سيشاركون في المسيرة، وتمّ مسبقاً تحديد نسبة  10% من العنصر النسوي، ونسبة مئوية متعلقة بكل إقليم تتناسب مع عدد سكانه، وبدأ انطلاق المتطوّعين تدريجياً في يوم 23 أكتوبر من كل الأقاليم، وعلى امتداد اثني عشر يوماً عملت المئات من الشاحنات والحافلات والقطارات يومياً ودون انقطاع على نقل المتطوّعين إلى مراكش، ثمّ إلى أغادير ثم إلى ضواحي طرفاية التي كانت تُعتبر كحدود وهمية، حيث نصب المتطوعون الخيام عند هذه النقطة الفاصلة في انتظار إشارة بدء المسيرة، وقد كان كل شيء جاهز ومتوفر لهذا الجمع الغفير من أكل وشرب ومبيت، إذ تُعتبر المسيرة الخضراء إحدى المسيرات الشعبية التي تم الترويج لها على نحو جيد والتي حظيت بأهمية وطنية وعالمية بالغة وبمشاركة فعلية لدول عربية وغربية.

 

انطلاق المسيرة

في يوم 5 نوفمبر سنة 1975 ألقى الحسن الثاني خطاباً لشعبه يدعوهم فيه للانطلاق بالمسيرة صبيحة اليوم التالي، حيث قال في الخطاب كلماته الشهيرة: "غداً إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء، غداً إن شاء الله ستطؤون طرفاً من أراضيكم وستلمسون رملاً من رمالكم وستقبلون ثرىً من وطنكم العزيز"، وفي صبيحة اليوم السادس من نوفمبر سنة 1975 عبر المغاربة يومها بانتظام وتنظيم مميّز الأسلاك الشائكة التي كانت تفصل بين شمال المغرب وجنوبه، وعبرت المسيرة الحدود الوهمية للصحراء، وقد لوح المتظاهرون بالأعلام المغربية ولافتات تدعو إلى عودة الصحراء المغربية وصور الملك والقرآن الكريم وتوجهوا بصدور عارية نحو الجزء المحتل من أرضهم، وكان اللون الأخضر يطغى على المسيرة كرمز للسلام والإسلام، وبعد مرور أربعة أيام على انطلاق المسيرة الخضراء بدأت اتصالات دبلوماسية مكثفة بين المغرب وإسبانيا للوصول إلى حل يضمن للمغرب حقوقه على أقاليمه الصحراوية، وفي يوم 9 نوفمبر 1975 أعلن الملك الحسن الثاني أنّ المسيرة الخضراء قد حقّقت هدفها، وطلب من المشاركين في المسيرة الرجوع بنظام وانتظام إلى نقطة الانطلاق أي مدينة طرفاية وهم مقتنعون بأنّ النصر كان حليفاً لهم.

 

نتائج المسيرة الخضراء

في يوم  14 نونبر سنة 1975 وبالعاصمة الإسبانية مدريد وقّع المغرب وإسبانيا وموريتانيا اتفاقية استعادة المغرب لأقاليمه الجنوبية، وهي الاتفاقية التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة وصادقت عليها، وبذلك تم وضع حدّ نهائي للوجود الإسباني بالمنطقة، وبذلك تكون المسيرة الخضراء قد حقّقت أهدافها المرجوة وانتهت بسلام ونجاح باهر ودفعت بالجيش الإسباني للانسحاب، واسترجع المغرب أرضه بطريقة مسالمة ودون إراقة الدماء.