تاريخ الطيران

تاريخ الطيران
بواسطة : محمود السماك | آخر تحديث : 2020/02/06

محتويات

  • تاريخ الطيران
  • أول من حاول الطيران
  • التجارب الحقيقية لنجاح الطيران
  • مجالات الطيران

تاريخ الطيران

يُعرَف الطّيران بأنه عدم التّلامس مع الأرض مع وجود إمكانية التّنقل ، وكثيراً ما رغب الإنسان في الطّيران منذ زمنٍ بعيد، فقام الكثيرون بالعديد من التّجارب في  هذا الصّدد على مرّ التّاريخ ، حيث قاموا بتصميم العديد من الطّائرات الورقيّة مع زيادة حجم هذه الأخيرة , بهدف حملها لبعض الأشياء أثناء عمليّة الطّيران فضلاً عن ذلك ؛ فقد قام الإنسان بمحاولة الطّيران بنفسه لأكثر من مرّة , ومن أشهر محاولات الطّيران هي محاولة عباس بن فرناس.

وقد تمكّن الإنسان في أواخر القرن التّاسع عشر الميلاديّ من الطّيران ،و تطوّر الطّيران بشكل كبير لا مثيل له في القرن العشرين , حيث استطاع  أن يُؤثّر على  مختلف المجالات الحياتية , إضافة  إلى السّفر والتّنقل،  فأصبح هناك طيران تجاريّ ، وطيران حربيّ , وطيران مدنيّ نظرًا لما وفره من الربط بين كافّة مدن العالم المختلفة , وسدّ الفجوة المكانية بين دول العالم أجمع.

يُمكن تقسيم تاريخ الطّيران إلى سبعة مراحل وتتمثّل في:

1- الخيال العلمي والمناطيد والتّحليق الشّراعي 

لقد تَخيّل الناس الشّكل النّهائيّ للطّائرة في نهاية القرن التّاسع عشر , وقد شهدت هذه المرحلة العديد من محاولات الطّيران الشّراعي , وتطوير المناطيد.

2- روّاد الطيران واستخدام المحركات في الهواء

وتَمّ في هذه المرحلة القيام بعمليّات التّحليق , من خلال آلات تحتوي على محرّكات تتميّز بقدرتها الخاصّة على الطّيران , وتُحقّق كل محاولة رقماً قياسياً للمحاولة السّابقة لها , حيث تتجاوز الرقم الموجود من خلال تحقيق مسافاتٍ أطول وتحليقٍ أعلى.

3- الحرب العالمية الأولى:

بعد نجاح أوّل عمليّة طيران , ظهر الطّيران كسلاح جديد في فنون القتال , وبدأ إنتاج الطّائرات بأعداد كبيرة وزادت خبرة الطّيّارين أيضاً.

4- ما بين الحربين:

تَمّ فتح المجال للنّقل الجويّ التجاريّ , والبريديّ , وتمّ تأسيس الطّيران العسكريّ بسبب القوّات المسلّحة بالدّول , مما أدّى إلى تحطيم الأرقام القياسية للطيارين.

5- الحرب العالمية الثانية:

بَدأ ظهور الطّائرات التي تستعمل المحرّكات , والمراوح كوسيلة دفع , وظهرت الرّادارات , والمحرّكات التّفاعلية.

6- نصف القرن العشرين:

بدأ انطلاق النّقل التّجاريّ المدنيّ نظراً لاستبعاد الكثير من الطّيارين والطّائرات بعد انتهاء الحرب , وتم تطوير الطائرات النّفّاثة والطّائرات الأسرع من الصّوت , وأصبح النّقل الجويّ متاحاً لكافّة الدول.

7- بداية القرن الواحد والعشرين: 

تَطوّر النّقل الجويّ لدرجة أن بعض المناطق في العالم  أصبحت لا تسع الكثير من الرّحلات , وارتبط التّطور بالمراقبة الجويّة , وتصميم الطائرات , واستخدام التّقنيات الحاسوبية.

أول من حاول الطيران

إن أول من حاول الطّيران هو العالم المسلم عبّاس بن فرناس في القرن التاسع بقرطبة في إسبانيا، وذلك من خلال دراسته لعلم الطّيور , والتي مكّنته من بناء آلة طيران تحلّق في الهواء , حيث قرّر الطيران باستخدام جناحين من الرّيش على إطار خشبيّ , واستطاع الطّيران من خلالهما لمسافة حتى سقط بعيداً. وقد قام بمحاولات عديدة , منها القفز من أعلى مأذنة الجامع الكبير بقرطبة مستخدماً عباءة مدعّمة بقوائم خشبيّة , ولكن لم يحالفه الحظ حينها، وقام بعد ذلك بتطوير جهاز مكوّن من الحرير وريش النّسور , ثم قفز من فوق الجبل واستطاع الطّيران لمسافة عالية لمدة 10 دقائق , وعندما أراد الهبوط تحطّم وتأذّى بسبب عدم وضع ذيلٍ للجهاز المطور.

التجارب الحقيقية لنجاح الطيران

لقد شهد الطّيران عدداً من التّجارب التي تُعدّ بادئة الطّريق لما نشهده اليوم من تَطوّر كبير وملحوظ، ومن أبرز تلك التجارب ما يلي:

  1. أوّل تجربة كانت للفرنسي كليمون ادار في عام 1890م , حيث قامت آلته الطّائرة بقفزة طويلة لمسافة العشرين متراً، وكان معه بعض العمّال الذين كانوا شهود عيان , ولم يتمكّن من النّجاح بالطّيران أمام شهود رسميّين إلا في عام 1891.
  2. الأخوان رايت: استطاع الأخوان الطّيران لمسافة 39 مترا ولمدة 12 ثانية , و تُعدّ أول محاولة طيران ناجحة أثقل من الهواء , بواسطة طائرتهما فلاير 2 على هضاب كيتي هوك في عام 1903.
  3. البرازيلي ألبرتو سانتوس دو مون: قام ألبرتو بالطّيران لمسافة 60 متراً على ارتفاع مابين 2 إلى 3 متر عام 1906 على متن الطائرة الـ 14 بيس أمام حشد كبير من الجمهور , حيث ربح جائزة "ارناست ارشد يكون" المُقَدّمة من نادي فرنسا للطّيران.

مجالات الطيران

تَتنوّع مجالات الطّيران والتي منها:

- مجال السّفر: ويُعدّ الطّيران من أهمّ وأسرع وسائل السّفر في وقتنا الحاليّ , حيث يختصر الكثير من الوقت والجهد , ويتميز بتوفير سبل الرّاحة للمسافرين.

- مجال التّجارة: فهناك العديد من الطّائرات التي تحمل البضائع والرّسائل , وتقوم بنقلها من مكان إلى آخر , وهذا من اختصاص شركات النّقل والشّحن.

- المجال العسكريّ: حيث تَمّ تطوير بعض الطّائرات المعروفة بالطّائرات الحربيّة , ومنها القاذفات حاملات القنابل , والطّائرات العملاقة , وطائرات التجسّس , والطّائرات المقاتلة والتي حوّلت مجرى الحروب بشكل عام.     

واليوم بات الطّيران واحداً من أهمّ وسائل النّقل  التي لا يمكن الاستغناء عنها , لما توفّره من راحة ورفاهية , ظلّ البشر في حاجة ماسّة لها لفترة طويلة من الزّمن , حيث اعتمدوا في فترات سابقة على وسائل تنقّلٍ أخرى مثل : القطار , والسيارات , وبعض الدّواب عند العرب كالجمال ...

لذا قرّر الإنسان إيجاد وسيلةٍ أفضل وأسرع تجمع بين السّرعة والرّاحة  ,فكانت الحاجة أمّ الاختراع كما يقول الحكماء , وتوصّل الإنسان إلى اختراع الطّائرة.